وكنّ سعيدات مُبتهجات وهنّ يردّدن معه وبصوت واحد مقاطع كاملة من أغانيه الرومانسية والإيقاعيّة، بل وحصل وأن تركهن يغنين بصوت واحد جماعي وهو يستمع إليهنّ بإعجاب معلّقاً من حين لآخر قائلاً: "نحبكم برشا.. نموت عليكم".

في المقابل حياهم راغب علامة بارتداء اللباس التونسي التقليدي "الجبة و"الشاشية"، فقد أهدت فتاة تونسية من الجمهور الحاضر "جُبة" (لباس تقليدي تونسي من الحرير) وأخرى أهدت له شاشيّة (طربوش تونسي) منقوشاً عليها اسمه . كما ظهر بأكثر من إطلالة خلال الحفل من تصميم ابنه خالد الذي قدمه للجمهور على المسرح.وقد تولى تقديمه للجمهور مذكراً بأنه كان طفلاً عندما رافقه أول مرة إلى تونس، واليوم وقد أصبح شاباً يافعاً، فقد أبدى وهو يُقبّل والده أمام الجمهور الكثير ومن المحبة والتقدير له. وحصل فعلاً أن اصطحب راغب علامة معه في زياراته الفنية الكثيرة إلى تونس ابنيه معه.

لقطة إنسانية مؤثرة

وقد اصطفت طوابير الجمهور قبل ساعات طويلة من موعد الحفلة التي نفدت كلّ تذاكرها قبل قرابة الشهر من تاريخه. ومع الساعة العاشرة ليلاً (الواحدة فجراً بتوقيت دبي) أطل السوبر ستار في مشهد طغى فيه الإبهار بالأضواء وسط الأنغام الإيقاعية.
في لقطة إنسانية مؤثرة ـ على الاقتراب من امرأة كانت في الصفوف الأولى من المتفرجين ولازالت آثار العلاج ظاهرة عليها فواساها ومنحها الميكرفون لتقول للجميع إنها تعالج من مرض السرطان وإنها من المعجبات بفن راغب علامة وامتدحت أخلاقه وتواضعه.

أدى راغب علامة خلال ساعتين باقة من أشهر أغانيه القديمة والجديدة وأعذبها، وقد ناهزت 25 أغنية منها بالخصوص "أنا اسمي حبيبك" و"تعاليلي" و"فورا غرام" و"إللي باعنا" و"سهروني" و"استمارة ستة"، وتجاوب الجمهور النسائي مع كل هذه الأغاني ورددن معه مقاطع مطولة من:" "قلبي عشقها" و"بنت السلطان" و"مغرم يا ليل" و"توأم".
وأهدى السوبر ستار للجمهور أغنية "أنت الحب الكبير"، ثم اختتم سهرته بالشدو بآخر إنتاجاته وهي أغنية: "في كثير حلوين" وهي من توزيع الفنان التونسي حمدي المهيري الذي حيّاه راغب علامة واستقبله على خشبة المسرح أمام الجمهور

" أغنيتي القادمة تونسية "

وأعلن راغب علامة في الندوة الصحفية التي تلت الحفل مباشرة، عن التحضير لإصدار أغنية جديدة هذا الشهر تحمل عنوان "كل الناس بتغني".
كما كشف عن تعاون تونسي سيجمعه مع المايسترو محمد الأسود في أغنية تحمل عنوان "يا زين الزين يا غرامي" من كلمات الشاعر التونسي الدكتور علي الورتاني، وهو طبيب أسنان وشاعر غنائي وسبق أن غنى من كلماته لطفي بوشناق.

قصة حب متجددة

ولا يكاد راغب علامة يغيب في الأعوام الأخيرة عن أي دورة من دورات مهرجان قرطاج، وفي كل حفلة له لا يبقى مكان واحد شاغر في المسرح، فالإقبال على كل حفلاته هو إقبال كبير جداً، وهو ما تجسد مجدداً في حفلة البارحة.
وليس مستبعداً أن البعض من تذاكر حفل راغب علامة في مهرجان قرطاج البارحة بيعت في السّوق السوداء بأضعاف أضعاف سعرها الحقيقي، علماً بأنّ ثمن التذاكر الحقيقي المحدد من هيئة المهرجان هو 90 ديناراً للكراسي و60 ديناراً للمدارج، وهو ثمن مرتفع نسبياً بالنسبة للتونسي المتوسط، وهو الأغلى بالنسبة لكل حفلات المهرجان ولا يتساوى إلّا مع حفلات صابر الرباعي وناصيف زيتون و أحمد سعد ومحمد حماقي.
والحقيقة ان هناك إعجاباً مفرطاً للجمهور النسائي براغب علامة الذي حافظ في تونس وعلى مرّ الأعوام والسّنين على شعبية طاغية.
ويفسر راغب علامة نجاحه المتواصل في تونس بـ" قصة حب متجددة"ـ على حد تعبيره ـ مضيفاً في ندوة صحفية عقدها إثر النجاح المبهر في الدورة قبل السابقة للمهرجان: "بيني وبين تونس قصة حب لا تخفى على أحد