عرب بلس

على امتداد الطرقات الهادئة لقرى الشمال الغربي، وفي الأزقة المزدحمة للمدن الكبرى، تتشكل يومياً قصص نساء تونسيات قرّرن مواجهة البطالة، الفقر، والقيود الاجتماعية، عبر ريادة أعمال وُلدت من فكرة صغيرة… وتحولت إلى نجاح ملهم.

في عالمٍ محاطٍ بالشاشات واللافتات والواجهات الرقمية، لم تعد الألوان مجرّد خلفية صامتة، بل تحولت إلى " لغة "  تؤثّر في المزاج، السلوك، وحتى القرارات اليومية.

في السنوات الأخيرة، تغيّر المشهد داخل البيوت التونسية. لم يعد الطفل يجري في الساحة أو يلوّن دفاتره كما في السابق، بل أصبح يحمل هاتفًا أو جهازًا لوحيًا لساعات طويلة، وكأن العالم الحقيقي أصبح خارج اهتمامه. هذا التعلّق الكبير بالشاشات تحوّل إلى ظاهرة اجتماعية مقلقة أثارت جدلًا واسعًا بين الأولياء والمختصين.

الواقع اليومي داخل العائلات

" ما عادش نجم نسكّر عليه التلفون" ، تقول سلوى ، أم لطفل عمره 4 سنوات، مؤكدةً أنّ ابنها يدخل في نوبات غضب حادة إذا تمّ سحب الهاتف منه.

الحالة نفسها تتكرر في الكثير من البيوت أطفال يأكلون مع الهاتف، لا ينامون دون مشاهدة فيديوهات، يفقدون الاهتمام بالألعاب التقليدية، يرفضون الخروج أو اللعب الجماعي...

تحولت الشاشات إلى مربي بديل يتحدث ويُرفّه ويُلهي، بينما يجد الأولياء أنفسهم في سباق مستمر بين العمل والالتزامات اليومية.

أخصائيو علم النفس يحذّرون

يؤكّد أخصائيّو علم النفس أنّ الإدمان على الشاشات لم يعد "عادة سيئة "  فقط، بل قد يتحول إلى اضطراب سلوكي يؤثر على تركيز الطفل، تأخر النطق، ضعف التفاعل الاجتماعي، اضطرابات النوم، تراجع النتائج المدرسية

ويضيف أحد المختصين:" الطفل الذي يقضي أكثر من 3 ساعات يوميًا أمام الشاشة يصبح أقل قدرة على التواصل العاطفي ويعيش في عالم افتراضي قد يعوّض له الواقع " .

أرقام ومعطيات

وفق أحدث الدراسات العالمية، يقضي الطفل بين 3 و7 سنوات من 4 إلى 6 ساعات يوميًا أمام شاشات رقمية، بينما يظهر على واحد من كل ثلاثة أطفال علامات التعلق المرضي بالهاتف. وفي تونس، يعترف 60% من الأولياء بأنهم يلجؤون لاستخدام الهاتف لتهدئة أطفالهم. هذه الأرقام تؤكد أن الأمر لم يعد مجرد "ترفيه"، بل أصبح مشكلة تربوية وصحية حقيقية، تهدد نمو الطفل وتفاعله مع العالم الواقعي.

و هناك عدّة أسباب دفعت الأطفال إلى الإدمان لعل ابزها ضغط الحياةو قلة الوقت لدى الأولياء، سهولة الوصول إلى الهواتف، المحتوى الجاذب للأطفال مثل الألعاب وفيديوهات اليوتيوب، غياب بدائل ترفيهية داخل البيت، تحوّل الهاتف إلى أداة تهدئة في المطاعم، الزيارات… إلخ.الحلول الممكنة… هل يمكن إنقاذ الوضع؟

يشير المختصون إلى أن العائلات يمكنها الحد من إدمان الأطفال على الشاشات عبر اتباع عدة خطوات عملية. أولاً، يجب تحديد وقت يومي مخصص للشاشات، بحيث لا يتجاوز ساعة للأطفال بين 3 و7 سنوات وساعتين للمراهقين، مع الحرص على إبعاد الهاتف عن أوقات الأكل والنوم، أي عدم استخدامه على الطاولة أثناء الوجبات ولا قبل النوم بساعة على الأقل. ثانياً، ينبغي خلق بدائل جذابة تشجع الأطفال على الانخراط في أنشطة أخرى مثل الألعاب الورقية، الرسم والتلوين، الخروج إلى الحدائق، وممارسة الرياضة. ثالثاً، من المهم التحكم في المحتوى الذي يشاهده الطفل من خلال تفعيل وضع الأطفال، مراقبة التطبيقات، واختيار فيديوهات آمنة ومناسبة لعمره. وأخيراً، لا تقل أهمية القدوة الأسرية، فإذا كان الوالد أو الولي مرتبطًا بالشاشة بشكل مفرط، سيكون من الصعب إقناع الطفل بالحد من استخدامها، لذلك يجب أن تكون الأسرة مثالاً يُحتذى به.

في قلب هذا العالم الرقمي، لا يهدد إدمان الشاشات طفولة أبنائنا فحسب، بل يطعن أيضًا في علاقتهم بالعالم الحقيقي: بصحتهم، بدراستهم، وبقدرتهم على التواصل مع الآخرين. الرقمنة أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، لكنها سيف ذو حدين. هناك شاشة تُعلّم، وأخرى تُدمّر، وفارق بسيط بينهما يمرّ غالبًا عبر يد الوالدين. التوازن هنا ليس خيارًا، بل مسؤولية: مسؤولية رسم الطريق الصحيح، ليكبر الأطفال بين عالمين، دون أن يفقدوا القدرة على لمس الحياة الحقيقية بأصابعهم الصغيرة.

 

المرأة التونسية في ميدان العمل ... حضور قوي ورؤية جديدة للتمكين

بقلم: جيهان غديرة – صحفية وكاتبة تونسية

تتقدّم المرأة اليوم بثبات في مختلف مجالات العمل، لتؤكد أن حضورها المهني لم يعد استثناءً، بل أصبح ركيزة أساسية لا غنى عنها في بناء المجتمعات الحديثة ودفع عجلة الاقتصاد.

في زمن أصبحت فيه المساواة شعارًا عالميًا، تقف المرأة اليوم في مفترق طرق صعب بين التحقق والإنهاك.

كتبت : . زينب حمزاوي

في أجواء مليئة بالفرح والبهجة، نظّمت شبكة غصن الزيتون للجمعيات التنموية بصفاقس، الجمعة الموافق ل17 أكتوبر 2025، يوماً ترفيهياً خاصاً لفائدة الأطفال من أصحاب الهمم، وذلك بمقر مركز قرقور " العناية بالأشخاص القاصرين ذهنيا" بمدينة صفاقس. وهو مركز نموذجي، تمّ بناءه مؤخرا بتنفيذ الشبكة ، وتحت إشراف جمعية "قوافل للإغاثة والتنمية "، وبتمويل الأمانة العامة للأوقاف ، بدولة الكويت الشقيقة .

في مثل هذا اليوم من كل عام ، ومع إطلالة فصل الخريف الساحرة بألوانه الشجية وأوراقه المتساقطة، بما تحمله من رمزية للحنين والذكريات ، يحتفل العالم في الأول من أكتوب / تشرين الأول من كل عام بـ اليوم العالمي للقهوة، هذا المشروب السحري الذي يعشقه الملايين ويُعدّ من أكثر المشروبات استهلاكًا على وجه الأرض، وتعد القهوة أكثر من مجرد مشروب، إذ تمثل رمزاً للتلاقي وتبادل الأحاديث، ومصدراً للإلهام والطاقة والإبداع، فضلاً عن كونها من السلع الزراعية الأكثر تداولاً في الأسواق العالمية.

كتبت : زينب الحمزاوي

يندرج هذا العمل الإنساني النبيل ، ضمن حرص "شبكة غصن الزيتون للجمعيات التنموية " ، على معاضدة مجهودات الدولة ودعمها المتواصل، للعائلات محدودة الدخل .....

الصفحة 1 من 10
« December 2025 »
Mon Tue Wed Thu Fri Sat Sun
1 2 3 4 5 6 7
8 9 10 11 12 13 14
15 16 17 18 19 20 21
22 23 24 25 26 27 28
29 30 31