ونقلت وكالة الأخبار الموريتانية دعوة رئيس المنتدى الخليل ولد خيري السلطات إلى فرض رقابة صارمة على الأغذية والأدوية، وتسليط عقوبات ضد المخالفين.
وكان منتدى الخبراء الموريتانيين في المهجر قد أعلن، الأسبوع الماضي، عن نتائج دراسة أعدها في مايو خلصت إلى "وجود مواد مسرطنة وخطرة" في عدد من علامات الشاي المنتشرة في موريتانيا.
وأظهرت الدراسة التي أعدها المنتدى، بالتعاون مع أحد المختبرات الفرنسية، وجود 26 مبيدا حشريا في عينة مكونة من 10 علامات تجارية رائجة في موريتانيا، بمعدلات تفوق المعايير المعمول بها في الدول الأوروبية.
و الدراسة التي أعدها المنتدى، بالتعاون مع أحد المختبرات الفرنسية، أظهرت وجود 26 مبيدا حشريا في عينة مكونة من 10 علامات تجارية رائجة في موريتانيا، بمعدل تراوح ما بين 200 و11000 في المائة من الحد المسموح به في الدول الأوروبية.
وأوضح معدو الدراسة أن المبيدات المكتشفة تشكل خطرا على الصحة العامة وتؤدي إلى الإصابة بسرطانات واضطرابات في الغدد والجينات والأعصاب، داعين السلطات إلى تعزيز الرقابة على الشاي المستورد.
وكشف المنتدى "وجود مواد سامة في عينات علامات الشاي الأخضر في بلد مجاور دفع لجنة مكونة من 10 خبراء في المنتدى إلى التحرك لدراسة عينات من الشاي الأكثر انتشارا في موريتانيا"، مشيرا إلى أنه اختار "التحلي بدرجة من الحذر وبمستوى عال من المسؤولية بشأن الحديث عن نتائج التحاليل وذلك لأسباب أخلاقية ومراعاة للتداعيات المحتملة على مختلف الصُعد".
وعرض المنتدى نتائج الدراسة على وزيرة التجارة والصناعة التقليدية والسياحة، الناها بنت حمدي ولد مكناس، في يونيو الماضي، معربا عن ارتياحه لانخراط الحكومة في متابعة الموضوع.
ودعا المصدر ذاته السلطات الموريتانية إلى "التعليق الفوري" لاستراد جميع علامات الشاي التي أجريت عليها الدراسة كما أوصى المواطنين بتقليص استهلاكهم من الشاي.
وفي يوليو الماضي، قررت وزارة التجارة والصناعة التقليدية والسياحة، فحص عينات من الشاي الموريتاني في مختبر أجني مؤكدة أن الموريتانيين سيفقدون الشاي لفترة في حال تبث وجود مواد سامة به.
صديق سكان الصحراء
يوصف "الشاي" في موريتانيا بأنه صديق سكان هذا البلد الصحراوي العربي (غربي إفريقيا)، إذ يحرص أهله على وجوده معهم أينما كانوا داخل بلدهم أو خارجه.
ويرمز الشاي في موريتانيا إلى كرم الضيافة، وهو أول ما يقدم للضيف عند وصوله، ويسمونه في اللهجة المحلية "اتاي".
ووفق دراسة عن الشاي نشرها الباحث عبدو سيدي محمد عام 2015، فإن 99 في المائة من الموريتانيين البالغ عددهم قرابة 4 ملايين نسمة، يتناولون الشاي.
ويوميا، يتناول 64.6 في المائة ممن شملتهم هذه الدراسة الشاي أكثر من 3 مرات يوميا، بينما 27 في المائة يتناولونه مرتين، و8.4 في المائة يتناولونه مرة واحدة.
تحضير الشاي
يتطلب إعداد الشاي مجموعة من الأدوات تضم إبريقا معدنيا وكؤوس زجاجية صغيرة الحجم، وصحون يتم من خلالها توزيع الكؤوس على الحضور.
وتبدأ العملية بخلط كمية من الشاي ويمسى محليا بـ (الوركه) وكمية من الماء، ويترك هذا المخلوط ليغلي على النار لمدة 10 دقائق، وبعدها تضاف إليه كمية من السكر والنعناع، ويتم تدويره بين الكؤوس مرات عديدة، وبظهور رغوة داخل الكؤوس تكون العملية قد تمت.
بعدها، يتم توزيع كؤوس الشاي على الحضور، ومن عادات الموريتانيين أن يتم في البداية توزيع الكؤوس على الرجال الأكبر سنا، ثم بقية الحضور من الشباب والنساء.
يتم توزيع كؤوس الشاي على الحاضرين 3 مرات في الجلسة الواحدة كل نصف ساعة تقريبا، وبعد الانتهاء تكون جلسة الشاي انتهت بعد ساعة ونصف من بدئها.
الجيمات" الثلاثة
لا يطيب للموريتانيين شرب الشاي إلا مع الأحبة وفي جماعة تتشكل حول الشخص الذي يتولى إعداد الشاي، ولهم طقوس خاصة تتعلق بإعداد هذا المشروب.
وللاستمتاع بشرب الشاي لا بد من تطبيق قاعدة "الجيمات" الثلاثة، وهي عبارة عن 3 شروط يجب أن تتوفر للحصول على جلسة شاي ممتعة.
القاعدة الأولى هي أن يكون في جماعة، ويفضل أن تكون من الأصدقاء المقربين، ثم القاعدة الثانية وهي "الجر" وتعني طول التحضير، وأن لا يتم الإسراع في توزيع كؤوس الشاي، أما القاعدة الأخيرة فهي أن يستخدم الجمر لعملية التحضير.