تراجع في الأرقام… أم مبالغة جماهيرية؟
ورغم أن صلاح لا يزال أحد أبرز العناصر المؤثرة في ليفربول خلال السنوات الأخيرة، فإن بعض المتابعين يرون أن مستواه الحالي لا يعكس ما اعتاد عليه الفريق منه، معتبرين أن انخفاض فعاليته الهجومية أصبح واضحاً، خصوصاً أمام فرق اعتمدت على الضغط العالي.
ويرى النقاد أن هذا التراجع ليس مجرد "صيام تهديفي" عابر، بل هو انعكاس لإجهاد تراكمي ، وتراجع في الالتزام الدفاعي، خاصة في المباريات الخارجية.
في المقابل، يؤكد محلّلون أن صلاح يؤدي أدواراً تكتيكية جديدة تحت قيادة سلوت، وأن الأرقام المتداولة لا تُظهر سوى جانب واحد من مساهماته في صناعة اللعب وخلق المساحات.
أساطير الكرة تضغط… وصوت الانتقادات يرتفع
ولم تعد الانتقادات محصورة في الجماهير الغاضبة ، بل انضم إليها عدد من أساطير ليفربول والكرة الإنجليزية.
فقد دعا جيمي كاراغر، أسطورة الريدز، عبر قناة CBS Sportsإلى "إراحة صلاح" في المباريات خارج الديار، مؤكداً أن مستواه الحالي لا يمنحه "حجة للغضب" إذا تم استبعاده.
أما واين روني، نجم مانشستر يونايتد السابق، فقال إن صلاح "فقد بريقه" وإن استبعاده قد يكون الحل لضخ دماء جديدة في الفريق، خاصة مع ضعف مساهماته الدفاعية مؤخراً.
ووصف ديتمار هامان، نجم وسط ليفربول السابق، لقطة الهدف الثاني لإيندهوفن في دوري الأبطال بأنها "مشينة"، في إشارة إلى تقاعس صلاح عن أداء واجباته الدفاعية.
هل المشكلة جماعية أم فردية؟
في خضم هذا الجدل، يبرز رأي تحليلي يعتبر تحميل صلاح المسؤولية كاملة أمراً غير منصف. فالأزمة في نظر البعض جماعية قبل أن تكون فردية.
غياب ترينت ألكسندر أرنولد الذي كان أكثر لاعب تبادلاً للتمريرات مع صلاح — أثّر بوضوح على أسلوب لعب المصري.
كما أن عدم انسجام الوافدين الجدد، مثل ألكسندر إيزاك وفلوريان فيرتز، جعل صلاح في كثير من المباريات مصدر التهديد الوحيد، ما ضاعف الضغط عليه.
إضافة إلى ذلك، فإن تغييرات سلوت التكتيكية تجبر صلاح على اللعب في مناطق أعمق، مما يقلل من وصوله إلى المرمى.
سلوت بين المطرقة والسندان
و يجد المدرب الهولندي أرني سلوت نفسه أمام أصعب اختبار منذ توليه قيادة ليفربول فهل يضحي بـ "الفرعون" لإحداث "الصدمة الإيجابية" المطلوبة لتعديل المسار؟
فاستبعاد محمد صلاح ليس قراراً تقنياً بسيطاً، بل خطوة ذات أبعاد نفسية وجماهيرية معقّدة، وقد تنعكس مباشرة على استقرار غرفة الملابس. ورغم حساسية الموقف، يرى عدد من الخبراء أن منح صلاح "راحة قصيرة" أو الاعتماد عليه كبديل في بعض المباريات قد يكون المفتاح لاستعادة توهّجه.
هذه الخطوة، وإن بدت محفوفة بالمخاطر على علاقة المدرب بنجمه الأول، إلا أنها قد تتحول إلى "جراحة تكتيكية" ضرورية لإنقاذ موسم ليفربول.
ومع اقتراب سلسلة من المواجهات القوية، ستكون اختيارات سلوت تحت المجهر.
فالإبقاء على صلاح أساسياً يعني التمسك بالأمل في انفجار قريب يعيد له بريقه، فيما سيعدّ منحه راحة قراراً جريئاً قد يعيد التوازن الهجومي… أو يشعل الجدل من جديد.
وفي نهاية المطاف، يبقى السؤال مفتوحاً:
هل يملك سلوت الجرأة لاستبعاد "الملك المصري" مؤقتاً… أم أن الفرعون سيستعيد عرشه دون الحاجة لصدمة؟























