تفوق مالي يعكس تحوّلًا في مكانة البطولة

أبرز ما ميّز هذه النسخة كان الارتفاع غير المسبوق في قيمة الجوائز المالية، التي بلغت 36.5 مليون دولار، وهو رقم يعكس سعي المنظمين إلى ترسيخ كأس العرب كمسابقة إقليمية ذات ثقل دولي. هذا الرقم وضع البطولة في موقع متقدم مقارنة ببطولات قارية عريقة، مثل كأس الأمم الإفريقية وكأس آسيا، وهو ما يعكس أيضًا تصاعد الاستثمار في كرة القدم العربية.

المغرب يحصد اللقب بالأداء والاستمرارية

على المستوى الفني، أكد المنتخب المغربي مكانته كقوة كروية عربية وإقليمية، بعدما توّج باللقب إثر فوزه المثير على المنتخب الأردني بنتيجة 3–2 في نهائي احتضنه ملعب لوسيل. اللقب لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة أداء متوازن بين الصلابة الدفاعية والنجاعة الهجومية، ليُضيف “أسود الأطلس” إنجازًا جديدًا إلى سجلهم القاري، إلى جانب مكافأة مالية بلغت 7 ملايين دولار.

الأردن… وصيف مشرّف ورسالة تطور

في المقابل، قدّم المنتخب الأردني واحدة من أفضل مشاركاته في تاريخه، ونجح في بلوغ النهائي عن جدارة، مؤكدًا التطور اللافت لكرة القدم الأردنية. ورغم خسارته اللقب، فإن حصوله على 4.3 مليون دولار يعكس قيمة الإنجاز ويمنح دفعة معنوية ومادية لمواصلة البناء.

ظروف قاهرة تُنهي صراع المركز الثالث

أما مباراة تحديد المركز الثالث، التي كان من المقرر أن تجمع السعودية والإمارات، فقد أُلغيت بسبب الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة التي شهدها استاد خليفة الدولي. هذا القرار قاد إلى تقاسم المنتخبين للمركز الثالث، مع حصول كل منهما على 2.48 مليون دولار، في سابقة تؤكد مرونة التنظيم واحترام معايير السلامة.

عوائد مالية تعزّز التنافس العربي

ولم تقتصر المكاسب على المنتخبات المتقدمة فقط، إذ ضمنت جميع المنتخبات المشاركة مكافأة مالية قدرها 715 ألف دولار، بينما حصلت الفرق التي تجاوزت دور المجموعات على 1.07 مليون دولار، ما يعكس توجهًا واضحًا نحو تعزيز العدالة المالية وتشجيع التنافس في مختلف المراحل.

أثبتت كأس العرب 2025 أن البطولة لم تعد مجرد مسابقة إقليمية، بل منصة رياضية متكاملة تجمع بين التنافس الفني، والاستثمار المالي، والتنظيم الاحترافي. وبين تتويج مغربي مستحق، وحضور أردني لافت، ورسائل اقتصادية واضحة، خرجت البطولة بنسخة ستظل مرجعًا في مسار تطوير كرة القدم العربية.