وخارطة الطريق التي أعلنت عنها الدولة التونسية الممثلة في إعداد دستور جديد يوليو المقبل ، وعقد انتخابات تشريعية آخر العام الجاري، وهو ما جعلهم يدبرون لمحاولة جديدة لاغتيال، أعلى هرم في الدولة ، الرئيس التونسي قيس سعيد
مخطط استهداف الرئيس
أعلنت وزارة الداخلية التونسية، الجمعة، أن هناك معلومات مؤكدة تفيد بمخططات لاستهداف الرئيس قيس سعيّد، فيما جرى اعتقال أحد العناصر الإرهابية قبل تنفيذه لهجوم على نقطة أمنية حساسة.
كما أوضحت المتحدثة الرسمية باسم الوزارة، فضيلة الخليفي في مؤتمر صحافي، اليوم الجمعة أن المعلومات أظهرت وجود تهديدات خطيرة على حياة رئيس الجمهورية وسلامته، مضيفاً أن أطرافاً داخلية وخارجية متورطة.
وذكرت أن الإعلان عن هذه التهديدات جاء بعد الكشف عنها، مشيرة إلى أن التهديدات تجاوزت مرحلة التخطيط والتقرير من طرف الجهات الضالعة بها، ووصل الأمر إلى المراحل التنفيذية الأولى..
وأضافت أن "عنصرا من الذئاب المنفردة حاول الهجوم على نقطة أمنية أمام أحد المقرات الحساسة، وتم إحباط العملية والقبض على منفذها وتم حجز أداة الجريمة"، دون أن تدلي بمزيد من المعلومات في هذا الإطار.
رئيس الحكومة الأسبق
أما في ما يتعلق باعتقال رئيس الحكومة الأسبق والقيادي بحركة النهضة حمادي الجبالي، بشبهة تبييض أموال، فأكدت أن توقيفه جاء بعد تسجيل عمليات مالية مريبة لناشطين ضمن جمعية "نماء تونس" ورصد تدفقات مالية هامة لا تتماشى مع نشاطها المصرّح به.
وأوضحت أن الأبحاث أفضت إلى إيقاف 3 أشخاص وحجز حواسيب وأجهزة إلكترونية وكشوفات مصرفية تؤكّد تلقي الجمعية المذكورة أموالا من الخارج، لافتة إلى أنه تمّ التحقيق مع عدد من الشخصيات من ضمنها صاحب مسؤولية سياسية سابقاً
"أزمة سياسية"
وتمر تونس بأزمة سياسية حادة بعد اتهامات المعارضة للرئيس باحتكار السلطات في البلاد وإقالة رئيس الحكومة السابق وتجميد أعمال البرلمان وحلّه في مرحلة لاحقة.
وكان الرئيس التونسى شارك، اليوم الجمعة، فى الاحتفال بالذكرى الـ66 لتأسيس الجيش الوطنى التونسى، مؤكدًا إصراره على تجاوز العقبات والصعوبات التى تشهدها البلاد، لأنه عاهد الله على خدمة الشعب والوطن.
وﺃكد الرئيس التونسي، في كلمة خلال في كلمته خلال الاحتفال: "سنصنع إن شاء الله تاريخا جديدا.. تاريخا مشعا، وسنعمل على اختصار المسافة في الزمن والتاريخ حتى نكون موعد مع التاريخ وفي مستوى الآمال التي يعلقها الشعب التونسي علينا"
وأضاف سعيد: "ليس لأحد أن ينسى ما قاله أحد أبطال الجيش التونسي يوم 25 يوليو الماضي أنني هنا لحماية الوطن".
وتابع موجها حديثه للعسكريين: "إن كانت لبعض الدول صواريخ وكان لها عتاد متطور، فإن هذه الجملة التي نطق بها هذا البطل وكلكم أبطال جملة عابرة للقارات و عابرة للتاريخ".
عمليات خطيرة
و كان في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قد حذر سعيّد "من مؤامرات تصل إلى حد التخطيط لاغتيال سياسيين".
وأشار خلال جلسة لمجلس الوزراء إن "بعض الخَوَنة باعوا ضمائرهم لاستخبارات اجنبيه لاغتيال عدد من المسؤولين".
و أكد الرئيس التونسي أن السلطات "على علم بما يدبرون في الداخل والخارج"، ثم توجه بحديثه إلى وزير الداخلية: "هناك مكالمة هاتفية تتحدث حتى عن يوم الاغتيال".
وفي أغسطس/آب الماضي، تمكنت السلطات الأمنية من الإطاحة بإرهابي خطط لاغتيال سعيّد خلال زيارة كان سيؤديها إلى إحدى المدن الساحلية، الواقعة شرقي تونس.
والإرهابي هو تونسي الجنسية ينتمي لتنظيم "داعش"، وتسلل مؤخرا من ليبيا حيث تلقى تدريباته.
وفي يناير/كانون الثاني 2021، أعلنت الرئاسة التونسية وجود مخطط لاستهداف الرئيس سعيّد بظرف (طرد) مسموم وصل قصر قرطاج، وتسبب آنذاك في إصابة مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة بوعكة صحية مؤقتة.
كما شهدت تونس منذ عام 2011 وحتى عام 2017 موجة من العمليات الإرهابية الخطيرة، تخللتها عمليات اغتيال سياسي ذهب ضحيتها المعارضان اليساريان شكري بلعيد في السادس من فبراير/شباط من عام 2013، ومحمد البراهيمي في 25 يوليو/تموز من العام نفسه.
ومن المنتظر أن ينشر الدستور الجديد خلال الأيام المقبلة، تمهيدا للتصويت عليه بـ"نعم" أو "لا"، في استفتاء دعيا جميع الناخبين للمشاركة فيه، يوم 25 يوليو المقبل، على أن تشرف عليه الهيئة العليا للانتخابات.
في المقابل دعا خصوم سعيد إلى مقاطعة الاستفتاء ورفض المشروع، في امتداد للاستقطاب السياسي الذي بدأ في البلاد صيف العام الماضي، مع تصاعد الخلاف بين الرئاسة وحركة النهضة وحلفائها.