العرب أونلاين

العرب أونلاين

مع بداية كلّ فصل، تتجدّد مخاوف المواطنين من انتشار الأمراض الموسمية التي تتراوح بين نزلات البرد والإنفلونزا الموسمية والحساسية، وصولًا إلى التهابات الجهاز التنفسي الأكثر حدّة. وفي ظلّ تغيّر المناخ وتقلّب درجات الحرارة المفاجئ، باتت الوقاية الصحيّة ضرورة يومية لا تقلّ أهمية عن العلاج.

الفخ الموسمي: لماذا تزداد الإصابات.. وكيف يكون وعيك درعك الأقوى؟

تشير المعطيات الصحية إلى أنّ فصليْ الخريف والشتاء يشهدان أعلى نسب الإصابات الفيروسية، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السنّ والمصابين بأمراض مزمنة. ومع ازدحام الفضاءات العامة وعودة الوتيرة العادية للدراسة والعمل، يتضاعف احتمال انتقال العدوى. لذلك تُجمع وزارات الصحة وخبراء الوقاية على أن الحلّ يبدأ من المواطن.

منزل حصين وجسم قوي: 5 عادات يومية تكسر سلسلة العدوى فوراً.

تؤكد الجهات الصحية أنّ الوقاية من الأمراض الموسمية تبدأ من عادات بسيطة لكنها فعّالة في حياتنا اليومية. فغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدة لا تقلّ عن عشرين ثانية يظلّ الوسيلة الأنجع لقطع سلسلة العدوى، فيما تساعد التهوية الجيدة للبيوت والفصول والمكاتب على الحدّ من تراكم الفيروسات في الفضاءات المغلقة. كما تلعب التغذية المتوازنة دورًا مهمًا في تقوية المناعة، إذ يُنصح بالإكثار من الفيتامينC والخضروات والفواكه والبروتينات وشرب كميات كافية من الماء. ولا يقلّ النوم الكافي أهمية عن الغذاء، فالجسم المرهق يكون أكثر عرضة للإصابة، لذلك يُوصى بنوم يتراوح بين سبع وثماني ساعات يوميًا مع تجنّب التوتر قدر الإمكان. وإلى جانب ذلك، يبقى التلقيح ضدّ الإنفلونزا الموسمية خطوة أساسية خاصة للفئات الهشة مثل كبار السنّ ومرضى الأمراض المزمنة. كما يساهم ارتداء الكمّامة في الأماكن المزدحمة كوسائل النقل والمدارس والمستشفيات في الحدّ من انتشار الفيروسات، مما يجعل هذه الإجراءات مجتمعة درعًا فعالًا لحماية الصحة العامة.

ليست مجرد نزلة برد! هذه هي الإشارات الحمراء التي تتطلب زيارة الطبيب.

في خضمّ انتشار الأمراض الموسمية، قد يخلط الكثيرون بين الأعراض الخفيفة التي يمكن التعامل معها في المنزل وتلك التي تستوجب تدخّلًا طبيًا عاجلًا. فالسعال المستمر الذي لا يتحسّن مع مرور الأيام، أو ارتفاع الحرارة بشكل متواصل رغم تناول خافضات الحرارة، يعدّان من أبرز العلامات التي تشير إلى احتمال وجود التهاب أكثر خطورة. كما أنّ آلام العضلات الحادّة، وصعوبة التنفس عند بذل مجهود بسيط قد تدلّ على إصابة تستدعي متابعة دقيقة.

أما لدى الأطفال، فيُعدّ فقدان الشهية، الخمول غير المعتاد، أو سرعة التنفس مؤشرات لا يجب تجاهلها، نظرًا لسرعة تفاقم الحالات لديهم مقارنة بالبالغين. ويؤكد الأطباء أنّ التدخل المبكر لا يضمن فقط تجنب المضاعفات الخطيرة، بل يساهم أيضًا في الحدّ من انتشار العدوى داخل الأسرة والوسط المدرسي. لذلك يُنصح بزيارة الطبيب فور ظهور هذه الإشارات بدل الاكتفاء بالاعتقاد بأنها "مجرد نزلة برد" يمكن أن تزول تلقائيًا.

صحة المجتمع مسؤولية مشتركة: دور العمل والمدرسة في مواجهة الفيروسات.

تتحمّل المؤسّسات التربوية والاقتصادية والإدارية مسؤولية مضاعفة في توفير بيئة صحية آمنة تحدّ من انتشار العدوى. ويبدأ ذلك بتنظيف الفضاءات المشتركة بشكل دوري وتعقيم الأسطح الأكثر استعمالًا، مثل مقابض الأبواب والطاولات. كما يُعدّ توفير مواد التعقيم من مطهّرات اليدين والصابون إلى المناديل الورقية إجراءً ضروريًا يُسهّل على الجميع الالتزام بقواعد الوقاية.

ولا يقتصر دور هذه المؤسّسات على الجانب اللوجستي فقط، بل يشمل أيضًا توعية العاملين والتلاميذ بأهمية حماية أنفسهم. ويظلّ تشجيع الموظفين على البقاء في المنزل عند ظهور الأعراض خطوة محورية تقلّل من احتمال انتشار العدوى وتحافظ على استمرارية العمل والدراسة دون اضطرابات. كما تلعب التهوية المنتظمة للقاعات والمكاتب وتعزيز ثقافة الوقاية داخل المؤسسة دورًا أساسيًا في بناء بيئة صحية مستدامة.

الأمراض الموسمية جزء لا يُفارق من حياتنا، لكن السيطرة عليها ممكنة بوعي بسيط وعادات صحيّة يومية. الوقاية ليست جهدًا فرديًا فقط، بل هي ثقافة مجتمع كامل يضع صحته في المقام الأول.

على امتداد الطرقات الهادئة لقرى الشمال الغربي، وفي الأزقة المزدحمة للمدن الكبرى، تتشكل يومياً قصص نساء تونسيات قرّرن مواجهة البطالة، الفقر، والقيود الاجتماعية، عبر ريادة أعمال وُلدت من فكرة صغيرة… وتحولت إلى نجاح ملهم.

مع اقتراب نهاية العام، تترقب الأوساط الاقتصادية والاجتماعية في تونس بفارغ الصبر الكشف عن ملامح قانون المالية وميزانية الدولة لعام 2026. في ظل الضغوط المالية المستمرة والتحديات الاقتصادية الهيكلية، يظل السؤال الأكبر الذي يشغل بال المواطن: كيف ستؤثر هذه الميزانية على دخله وقدرته الشرائية وأسعار السلع الأساسية في السوق؟

أزمة محمد صلاح في ليفربول: هل يقرر سلوت الاستبعاد المؤقت لإنقاذ الموسم؟

يمرّ النجم المصري محمد صلاح، أيقونة ليفربول وهدافه التاريخي في العصر الحديث، بواحدة من أصعب فتراته منذ وصوله إلى "أنفيلد" عام 2017. فمع تراجع نتائج الفريق تحت قيادة المدرب الهولندي الجديد أرني سلوت، وتذبذب أداء صلاح إلى حد "الباهت" في بعض المباريات، تصاعدت الأصوات الجماهيرية والإعلامية المطالِبة باستبعاده مؤقتاً من التشكيلة الأساسية.

كاد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب إنتر ميامي الحالي، أن يعود إلى ناديه السابق برشلونة قبل عامين، إلا أن مكالمة هاتفية أفشلت هذه العودة في اللحظة الأخيرة، وفق ما كشفه برنامج "لا بوسيسيون" (La Posesión) على قناة "سبورت تي في" الكتالونية.

في عالمٍ محاطٍ بالشاشات واللافتات والواجهات الرقمية، لم تعد الألوان مجرّد خلفية صامتة، بل تحولت إلى " لغة "  تؤثّر في المزاج، السلوك، وحتى القرارات اليومية.

أثار شريط فيديو يتم تداوله منذ يومين في تركيا، ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً وأنه يوثّق لحظة خطيرة خلال تصوير مسلسل تلفزيوني شهير في مدينة إسطنبول.

لم يعد المشهد الرقمي في تونس   كما كان قبل سنوات قليلة. اليوم، يتصدر " تيك توك "   المشهد بلا منازع، يقتحم الهواتف والعقول ويعيد تشكيل وعي جيل كامل من المراهقين والشباب. وبينما يراه البعض فضاءً للإبداع والتعبير، يعتبره آخرون عالماً يصنع قيماً جديدة لا تشبه المجتمع ولا المدرسة ولا العائلة. فهل أصبح هذا التطبيق فعلاً " مربي الظل " لجيل جديد؟

في السنوات الأخيرة، تغيّر المشهد داخل البيوت التونسية. لم يعد الطفل يجري في الساحة أو يلوّن دفاتره كما في السابق، بل أصبح يحمل هاتفًا أو جهازًا لوحيًا لساعات طويلة، وكأن العالم الحقيقي أصبح خارج اهتمامه. هذا التعلّق الكبير بالشاشات تحوّل إلى ظاهرة اجتماعية مقلقة أثارت جدلًا واسعًا بين الأولياء والمختصين.

الواقع اليومي داخل العائلات

" ما عادش نجم نسكّر عليه التلفون" ، تقول سلوى ، أم لطفل عمره 4 سنوات، مؤكدةً أنّ ابنها يدخل في نوبات غضب حادة إذا تمّ سحب الهاتف منه.

الحالة نفسها تتكرر في الكثير من البيوت أطفال يأكلون مع الهاتف، لا ينامون دون مشاهدة فيديوهات، يفقدون الاهتمام بالألعاب التقليدية، يرفضون الخروج أو اللعب الجماعي...

تحولت الشاشات إلى مربي بديل يتحدث ويُرفّه ويُلهي، بينما يجد الأولياء أنفسهم في سباق مستمر بين العمل والالتزامات اليومية.

أخصائيو علم النفس يحذّرون

يؤكّد أخصائيّو علم النفس أنّ الإدمان على الشاشات لم يعد "عادة سيئة "  فقط، بل قد يتحول إلى اضطراب سلوكي يؤثر على تركيز الطفل، تأخر النطق، ضعف التفاعل الاجتماعي، اضطرابات النوم، تراجع النتائج المدرسية

ويضيف أحد المختصين:" الطفل الذي يقضي أكثر من 3 ساعات يوميًا أمام الشاشة يصبح أقل قدرة على التواصل العاطفي ويعيش في عالم افتراضي قد يعوّض له الواقع " .

أرقام ومعطيات

وفق أحدث الدراسات العالمية، يقضي الطفل بين 3 و7 سنوات من 4 إلى 6 ساعات يوميًا أمام شاشات رقمية، بينما يظهر على واحد من كل ثلاثة أطفال علامات التعلق المرضي بالهاتف. وفي تونس، يعترف 60% من الأولياء بأنهم يلجؤون لاستخدام الهاتف لتهدئة أطفالهم. هذه الأرقام تؤكد أن الأمر لم يعد مجرد "ترفيه"، بل أصبح مشكلة تربوية وصحية حقيقية، تهدد نمو الطفل وتفاعله مع العالم الواقعي.

و هناك عدّة أسباب دفعت الأطفال إلى الإدمان لعل ابزها ضغط الحياةو قلة الوقت لدى الأولياء، سهولة الوصول إلى الهواتف، المحتوى الجاذب للأطفال مثل الألعاب وفيديوهات اليوتيوب، غياب بدائل ترفيهية داخل البيت، تحوّل الهاتف إلى أداة تهدئة في المطاعم، الزيارات… إلخ.الحلول الممكنة… هل يمكن إنقاذ الوضع؟

يشير المختصون إلى أن العائلات يمكنها الحد من إدمان الأطفال على الشاشات عبر اتباع عدة خطوات عملية. أولاً، يجب تحديد وقت يومي مخصص للشاشات، بحيث لا يتجاوز ساعة للأطفال بين 3 و7 سنوات وساعتين للمراهقين، مع الحرص على إبعاد الهاتف عن أوقات الأكل والنوم، أي عدم استخدامه على الطاولة أثناء الوجبات ولا قبل النوم بساعة على الأقل. ثانياً، ينبغي خلق بدائل جذابة تشجع الأطفال على الانخراط في أنشطة أخرى مثل الألعاب الورقية، الرسم والتلوين، الخروج إلى الحدائق، وممارسة الرياضة. ثالثاً، من المهم التحكم في المحتوى الذي يشاهده الطفل من خلال تفعيل وضع الأطفال، مراقبة التطبيقات، واختيار فيديوهات آمنة ومناسبة لعمره. وأخيراً، لا تقل أهمية القدوة الأسرية، فإذا كان الوالد أو الولي مرتبطًا بالشاشة بشكل مفرط، سيكون من الصعب إقناع الطفل بالحد من استخدامها، لذلك يجب أن تكون الأسرة مثالاً يُحتذى به.

في قلب هذا العالم الرقمي، لا يهدد إدمان الشاشات طفولة أبنائنا فحسب، بل يطعن أيضًا في علاقتهم بالعالم الحقيقي: بصحتهم، بدراستهم، وبقدرتهم على التواصل مع الآخرين. الرقمنة أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، لكنها سيف ذو حدين. هناك شاشة تُعلّم، وأخرى تُدمّر، وفارق بسيط بينهما يمرّ غالبًا عبر يد الوالدين. التوازن هنا ليس خيارًا، بل مسؤولية: مسؤولية رسم الطريق الصحيح، ليكبر الأطفال بين عالمين، دون أن يفقدوا القدرة على لمس الحياة الحقيقية بأصابعهم الصغيرة.

في أحياء تونس الهادئة، تغيّرت ملامح الطفولة بشكل لم يكن أحد يتوقعه. لم يعد الركض في الساحات ورسم الألوان المبهجة جزءًا أساسيًا من يوم الأطفال، إذ حلّت مكانها الشاشات الصغيرة التي أصبحت الرفيق الدائم لهم. أمام هذا التحوّل، يقف الأولياء بين القلق والأسئلة: متى يصبح استخدام الشاشة خطيراً؟ وكيف يمكن إنقاذ الطفل قبل فوات الأوان؟

الصفحة 1 من 50
« December 2025 »
Mon Tue Wed Thu Fri Sat Sun
1 2 3 4 5 6 7
8 9 10 11 12 13 14
15 16 17 18 19 20 21
22 23 24 25 26 27 28
29 30 31