في السنوات الأخيرة، تغيّر المشهد داخل البيوت التونسية. لم يعد الطفل يجري في الساحة أو يلوّن دفاتره كما في السابق، بل أصبح يحمل هاتفًا أو جهازًا لوحيًا لساعات طويلة، وكأن العالم الحقيقي أصبح خارج اهتمامه. هذا التعلّق الكبير بالشاشات تحوّل إلى ظاهرة اجتماعية مقلقة أثارت جدلًا واسعًا بين الأولياء والمختصين.
الواقع اليومي داخل العائلات
" ما عادش نجم نسكّر عليه التلفون" ، تقول سلوى ، أم لطفل عمره 4 سنوات، مؤكدةً أنّ ابنها يدخل في نوبات غضب حادة إذا تمّ سحب الهاتف منه.
الحالة نفسها تتكرر في الكثير من البيوت أطفال يأكلون مع الهاتف، لا ينامون دون مشاهدة فيديوهات، يفقدون الاهتمام بالألعاب التقليدية، يرفضون الخروج أو اللعب الجماعي...
تحولت الشاشات إلى مربي بديل يتحدث ويُرفّه ويُلهي، بينما يجد الأولياء أنفسهم في سباق مستمر بين العمل والالتزامات اليومية.

أخصائيو علم النفس يحذّرون
يؤكّد أخصائيّو علم النفس أنّ الإدمان على الشاشات لم يعد "عادة سيئة " فقط، بل قد يتحول إلى اضطراب سلوكي يؤثر على تركيز الطفل، تأخر النطق، ضعف التفاعل الاجتماعي، اضطرابات النوم، تراجع النتائج المدرسية
ويضيف أحد المختصين:" الطفل الذي يقضي أكثر من 3 ساعات يوميًا أمام الشاشة يصبح أقل قدرة على التواصل العاطفي ويعيش في عالم افتراضي قد يعوّض له الواقع " .
أرقام ومعطيات
وفق أحدث الدراسات العالمية، يقضي الطفل بين 3 و7 سنوات من 4 إلى 6 ساعات يوميًا أمام شاشات رقمية، بينما يظهر على واحد من كل ثلاثة أطفال علامات التعلق المرضي بالهاتف. وفي تونس، يعترف 60% من الأولياء بأنهم يلجؤون لاستخدام الهاتف لتهدئة أطفالهم. هذه الأرقام تؤكد أن الأمر لم يعد مجرد "ترفيه"، بل أصبح مشكلة تربوية وصحية حقيقية، تهدد نمو الطفل وتفاعله مع العالم الواقعي.
و هناك عدّة أسباب دفعت الأطفال إلى الإدمان لعل ابزها ضغط الحياةو قلة الوقت لدى الأولياء، سهولة الوصول إلى الهواتف، المحتوى الجاذب للأطفال مثل الألعاب وفيديوهات اليوتيوب، غياب بدائل ترفيهية داخل البيت، تحوّل الهاتف إلى أداة تهدئة في المطاعم، الزيارات… إلخ.
الحلول الممكنة… هل يمكن إنقاذ الوضع؟
يشير المختصون إلى أن العائلات يمكنها الحد من إدمان الأطفال على الشاشات عبر اتباع عدة خطوات عملية. أولاً، يجب تحديد وقت يومي مخصص للشاشات، بحيث لا يتجاوز ساعة للأطفال بين 3 و7 سنوات وساعتين للمراهقين، مع الحرص على إبعاد الهاتف عن أوقات الأكل والنوم، أي عدم استخدامه على الطاولة أثناء الوجبات ولا قبل النوم بساعة على الأقل. ثانياً، ينبغي خلق بدائل جذابة تشجع الأطفال على الانخراط في أنشطة أخرى مثل الألعاب الورقية، الرسم والتلوين، الخروج إلى الحدائق، وممارسة الرياضة. ثالثاً، من المهم التحكم في المحتوى الذي يشاهده الطفل من خلال تفعيل وضع الأطفال، مراقبة التطبيقات، واختيار فيديوهات آمنة ومناسبة لعمره. وأخيراً، لا تقل أهمية القدوة الأسرية، فإذا كان الوالد أو الولي مرتبطًا بالشاشة بشكل مفرط، سيكون من الصعب إقناع الطفل بالحد من استخدامها، لذلك يجب أن تكون الأسرة مثالاً يُحتذى به.

في قلب هذا العالم الرقمي، لا يهدد إدمان الشاشات طفولة أبنائنا فحسب، بل يطعن أيضًا في علاقتهم بالعالم الحقيقي: بصحتهم، بدراستهم، وبقدرتهم على التواصل مع الآخرين. الرقمنة أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، لكنها سيف ذو حدين. هناك شاشة تُعلّم، وأخرى تُدمّر، وفارق بسيط بينهما يمرّ غالبًا عبر يد الوالدين. التوازن هنا ليس خيارًا، بل مسؤولية: مسؤولية رسم الطريق الصحيح، ليكبر الأطفال بين عالمين، دون أن يفقدوا القدرة على لمس الحياة الحقيقية بأصابعهم الصغيرة.
في أحياء تونس الهادئة، تغيّرت ملامح الطفولة بشكل لم يكن أحد يتوقعه. لم يعد الركض في الساحات ورسم الألوان المبهجة جزءًا أساسيًا من يوم الأطفال، إذ حلّت مكانها الشاشات الصغيرة التي أصبحت الرفيق الدائم لهم. أمام هذا التحوّل، يقف الأولياء بين القلق والأسئلة: متى يصبح استخدام الشاشة خطيراً؟ وكيف يمكن إنقاذ الطفل قبل فوات الأوان؟
نجم العاطفة يواصل تألقه بين الإحساس والتجديد
✍️بقلم: جيهان غديرة
أشعل النجم اللبناني راغب علامة مواقع التواصل الاجتماعي بأغنيته الجديدة، التي سرعان ما تحولت إلى حديث الجمهور على المنصات الرقمية منذ لحظة صدورها.
غياب الأوامر الترتيبية يُجمّد الإصلاح ويُبقي آلاف العمال في الهشاشة
✍️بقلم: جيهان غديرة
بعد أشهر من التفاؤل بصدور قانون الشغل عدد 9 لسنة 2025 المؤرخ في 21 ماي 2025 ، الذي وُصف ب" الخطوة النوعية " لإنهاء الهشاشة في عقود الشغل ومنع المناولة، اصطدمت آمال آلاف العمال بواقع مُرّ تمثّل في تعطيل شبه تام لتطبيقه.
أغنية " خايف من إيه " ... فيديو كليب رومانسي يحقق ملايين المشاهدات
✍️بقلم: جيهان غديرة – صحفية وكاتبة تونسية
أصدر الفنان اللبناني راغب علامة مؤخرًا أغنيته الجديدة بعنوان "خايف من إيه"، في عمل فني جذب اهتمام الجمهور ووسائل الإعلام على حدّ سواء، خاصة بمشاركة الإعلامية السورية أملي الجزائري في بطولة الفيديو كليب، في تجربة أولى لها إلى جانب السوبر ستار اللبناني.
المرأة التونسية في ميدان العمل ... حضور قوي ورؤية جديدة للتمكين
✍️بقلم: جيهان غديرة – صحفية وكاتبة تونسية
تتقدّم المرأة اليوم بثبات في مختلف مجالات العمل، لتؤكد أن حضورها المهني لم يعد استثناءً، بل أصبح ركيزة أساسية لا غنى عنها في بناء المجتمعات الحديثة ودفع عجلة الاقتصاد.
المنظومة التربوية التونسية 2025: إلى أين تتجه المدرسة العمومية؟
لطالما مثّلت المنظومة التربوية في تونس حجر الأساس في بناء الدولة الوطنية بعد الاستقلال، حيث مثّلت المدرسة التونسية رمزًا للمواطنة، ومختبرًا لإنتاج الكفاءات التي ساهمت في بناء الإدارة والاقتصاد والمجتمع المدني.
لكن اليوم، وبعد أكثر من ستة عقود، تجد هذه المنظومة نفسها أمام تحديات عميقة تتعلق بالجودة، بالسيادة التربوية، وبقدرتها على مواكبة التحولات المجتمعية والتكنولوجية المتسارعة.
الواقع الراهن: مكاسب وإشكاليات
منذ السبعينيات، ركّزت تونس على تعميم التعليم ومجانيته، وهو ما مكّنها من تحقيق نسب تمدرس مرتفعة، خاصة بين الفتيات، غير أن هذا المكسب الكمي لم يُرافقه دومًا تطوّر نوعي في التعلم، مما أدى إلى تراجعت جودة التعلم ، فمن جهة، هناك هيمنة البرامج المستوردة والمقاربات البيداغوجية الجاهزة التي لا تراعي الخصوصية الثقافية والاجتماعية. ومن جهة أخرى، المناهج التقليدية المعتمدة على الحفظ والتكرار.
اضافة الى أزمة البنى التحتية و خاصة في المناطق الداخلية، حيث تعاني المؤسسات من ضعف التجهيزات ونقص المرافق الأساسية.
كما ان الانقطاع المبكر عن الدراسة ما زال يشكل نزيفًا مستمرًا لرأس المال البشري الوطني.
و لا ننسى تأثير الدروس الخصوصية الذي ساهم في ضرب تكافؤ الفرص بين التلاميذ، وأضعف الثقة في المدرسة العمومية .
هذا الواقع يطرح سؤالاً وجوديًا كيف نحافظ على مدرسة تونسية الهوية، منفتحة على العالم، دون أن تفقد روحها ومشروعها الوطني؟
رؤى المستقبل: نحو إصلاح شامل
أصبح الإصلاح التربوي الشامل والجذري ضرورة وطنية لضمان مستقبل البلاد الاقتصادي والاجتماعي.
و الذي يجب أن ينطلق من رؤية شاملة تراعي جودة التعليم واستقلاليته ويتطلب ذلك العمل
من جهة على الانتقال من الكم إلى الكيف عبر تطوير المناهج، وتنمية مهارات التفكير النقدي، مع إدخال مجالات جديدة مثل الروبوتيك والذكاء الاصطناعي.
و من جهة اخرى بتصميم برامج تستجيب لاحتياجات سوق العمل المحلي وتعزز الانتماء والهوية الوطنية.
كذلك إعادة الاعتبار للمؤسسة التربوية من خلال تحسين البنى التحتية وتثمين مكانة المربي اجتماعيًا ومهنيًا.
إضافة الى رقمنه التعليم و ذلك بالاستثمار في التكنولوجيا التعليمية وتوسيع المدارس الرقمية لمواكبة التحول الرقمي العالمي.
و اخيرا رغم الصعوبات، تبقى المدرسة التونسية فضاء الأملفبقدر ما تستعيد الدولة والمجتمع ثقتهم في التعليم، بقدر ما يمكن أن تنهض البلاد من جديد، وتحقق التنمية المستدامة التي تستحقها الأجيال القادمة..
في زمن أصبحت فيه المساواة شعارًا عالميًا، تقف المرأة اليوم في مفترق طرق صعب بين التحقق والإنهاك.
يظنّ الكثيرون أنّ الاحتفال بعيد الميلاد عادة حديثة، ظهرت في العصر الحديث مع كيكة واحتفال بسيط . لكن الحقيقة أنّ جذور هذه العادة تعود إلى آلاف السنين، حين كان عيد الميلاد رمزًا للقداسة والبدايات الجديدة أكثر مما هو مناسبة اجتماعية.
في ظلّ التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية العميقة التي تعيشها تونس، يبرز ملف إصلاح المنظومة التربوية كأحد أهمّ الملفات الاستراتيجية التي تطرح بإلحاح .
Error: No articles to display
Error: No articles to display