وبدأ فتح بن امبارك رحلته من قابس، في العشرين من شهر سبتمبر الماضي، وعبر الحدود الليبية الغربية قبل أيام حيث وصل إلى طرابلس مروراً بعدد من المدن على الساحل الغربي.
ولاقى الرحالة التونسي، البالغ من العمر 57 عاما، ترحابا من الليبيين في المناطق التي مر بها في طريقه خاصة بعد تعرف الناس عليه إثر انتشار مقاطع مصورة من رحلته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتداول مدونون على المنصات الاجتماعية من البلدين مقاطع فيديو لبن امبارك يظهر فيها وهو يسير على جنبات الطريق ملتحفا العلم التونسي، وصورا له رفقة ليبيين التقاهم خلال رحلته.
ومن أجل الوصول إلى وجهته الأخيرة درنة، يحتاج بن امبارك إلى قطع مسافة تتجاوز 1700 كم سيراً على الأقدام، هي المسافة بين قابس ودرنة، حيث رفض عروضا لتوصيله بالسيارة لمساعدته في اختصار المسافة.
"تسليط الضوء على الكارثة"
ووصف" فتح بن امبارك " رحلته من قابس إلى درنة سيرا على الأقدام في تصريح لمراسل وكالة الأنباء الليبية، بأنها "طريقة خاصة للتضامن مع إخوتي الليبيين" على إثر العاصفة التي ضربت شرق البلاد في سبتمبر الماضي وخلفت آلاف الضحايا خاصة في درنة مبرزا أن ذلك "هو أقل واجب تجاه الأشقاء".
وأضاف " بن امبارك " الذي كان يلف نفسه بعلم بلاده، أن ليبيا وتونس شعب واحد والحفاوة التي لقيتها من أشقائي الليبيين في منفذ رأس اجدير حتى وصولي العاصمة طرابلس لم أشاهدها من قبل، معربا عن شكره لكل سكان المدن والمناطق التي مر بها خلال رحلته مؤكدا أنه يتلقى كل ما يلزم من طعام وشراب ومستلزمات لرحلته الطويلة.
وعبر الرحالة التونسي عن أمله في أن يصل "صدى رحلته إلى العالم من أجل تسليط الضوء أكثر على الكارثة التي تعرضت لها مدينة درنة"، قائلا إن هناك "أشخاص فقدوا ذويهم وأطفال أصبحوا يتامى وهناك من دخلوا في حالات نفسية سيئة من هول الكارثة".
واختتم الرحالة “فتح بن امبارك” حديثه قائلا “أتمنى أن أكفل طفل يتيم من درنة، وآخذه معي إلى تونس وأقوم بتربيته لو سمح لي بذلك وأن أكسب فيه الأجر العظيم.
وشهد شرق ليبيا في العاشر من سبتمبر الماضي عاصفة أحدثت سيولا وفيضانات تسببت في إحداث دمار بمناطق الجبل الأخضر، خاصة مدينة درنة التي انهار سداها.
وخلفت الفيضانات آلاف الضحايا من قتلى ومصابين ومفقودين بالإضافة إلى عشرات آلاف النازحين.