و قد ظهر الخلاف بين الجانبين إلى العلن بعد أن ظل لسنوات مخفيا مغلّفا بالتصريحات الدبلوماسية. اتهامات الوزير للجريء وتوعّده له بوضع حد لتجاوزاته هو إعلان صريح للحرب على جامعة كرة القدم.
رغم فوز المنتخب التونسي بتلك المواجهة والترشح إلى المباراة المؤهلة إلى كأس العالم فإن حرب التصريحات والبيانات بين الطرفين قد استمرت وسط تبادل للاتهامات.
وفي أحدث فصول هذا الصراع، عبّر وزير الرياضة كمال دقيش عن استغرابه من "عدم طلب الجامعة لترخيص من قبل وزارة الصحة للسماح بدخول الجماهير إلى هذه المباراة".
وقال دقيش في تصريحات لإذاعة "أي اف أم" إن "الجامعة لعبت ضد المنتخب وضد الشعب التونسي بسبب مخاوف رئيس الجامعة من ردة فعل الجمهور".
وتابع الوزير "هذه المخاتلات لن تتواصل في وجود رئيس جمهورية وفريق حكومي متضامن فمن يتطاول على الدولة التونسية لن يكون له وجود في المشهد الرياضي".
في المقابل رد رئيس الجامعة وديع الجريء على هذه الانتقادات بدعوة الرئيس قيس سعيد إلى التدخل قائلا في تدوينة له على حسابه بفيسبوك إنه "من غير المعقول أن يتوجه وزير إلى الشعب بمثل هذه الادعاءات والاتهامات الخطيرة والباطلة ضد مواطن تونسي، ويقوم بالتحريض عليه من خلال وسيلة إعلامية".
وحمّل الجريء وزير الرياضة مسؤولية حصول أي ضرر بدني أو مادي أو معنوي يطاله هو أو أفراد عائلته بسبب ما وصفه بـ"الادعاءات الخطيرة والباطلة والخطاب التحريضي الصريح".
ودعا نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي إلى "نزع فتيل الأزمة" بين الوزارة والجامعة لتجنب "عقوبات قاسية قد يسلطها الاتحاد الدولي لكرة القدم على المنتخب والأندية".
و تخضع الجامعة التونسية لكرة القدم للإشراف المزدوج، على غرار بقية الجامعات، وتعمل تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، فيما يتعلق بالجانب الرياضي وإدارة شؤون اللعبة في البلاد، وتشرف عليها وزارة الرياضة من حيث المسائل المادية والتسييرية.
سلطة الفيفا من جهة وإشراف وزارة الرياضة من جهة ثانية يتيحان لكل جهة منهما التدخل في حدود مضبوطة.