و قد شاركت الجزائر أربع مرات في كأس العالم أعوام 1982، 1986، 2010 و2014 عندما بلغت دور الـ16 وخسرت بعد التمديد أمام ألمانيا التي أحرزت اللقب لاحقاً، علماً أنها حققت مفاجأة مدوية في نسخة 1982 عندما فازت مع نجميها رابح ماجر ولخضر بلومي في دور المجموعات على ألمانيا الغربية التي كانت تعجّ بالنجوم وحلّت وصيفة.
و قد قادها بلماضي الذي يتميز بشخصيته العنيدة، بعد أعوام عجاف، للفوز بكأس أمم إفريقيا 2019، وذلك للمرة الثانية بعد 1990.
لكن سرعان ما عاد المدرب البالغ 45 عاماً إلى أرض الواقع بتعرضه لانتقادات شديدة وتشكيك في قدراته، عقب خروج الجزائر من دور المجموعات في النسخة الأخيرة من البطولة القارية في الكاميرون تحديداً، بعدما كانت أبرز المرشحين للاحتفاظ باللقب.
و في نفس السياق ، رفض بلماضي التشكيك بخياراته على خلفية استبعاده بعض الأسماء واستدعاء آخرين وأكّد الأحد الماضي أن تأهل الجزائر إلى العرس الكروي سيكون "حصيلة ثلاثة أعوام من العمل".
و قد استغنى لاعب وسط مرسيليا الفرنسي وساوثمبتون الإنجليزي السابق عن مهاجمه الأول لعدة سنوات بغداد بونجاح (30 عاماً)، صاحب 24 هدفا في 57 مباراة دولية، واستبدل مهاجم السد القطري بمهاجم نادي الوكرة القطري المخضرم محمد بن يطو (32 عاماً)، الذي يدخل التشكيلة لأول مرة.
كما استبعد مهاجم وست هام الإنجليزي سعيد بن رحمة ولاعب وسط الريان القطري ياسين براهيمي.
و استدعى مجددا المخضرم عدلان قديورة (36 عاماً) متوسط ميدان بورتن ألبيون من الدرجة الإنجليزية الثالثة، ومعه مهاجم هرتا برلين إسحاق بلفوضيل (30 عاماً) الغائب عن المنتخب منذ 2018.
و كشف بلماضي عن الأسباب التي دفعته لتوجيه الدعوة لقديورة رغم تقدمه في السن "يملك إمكانات كبيرة وخبرة مع المنتخب الوطني. ينشر الأخوّة بين اللاعبين. الإصابة هي من أبعدته عن المنتخب فقط سابقاً".
و أما عن الأسباب التي دفعته لاستدعاء بن يطو أوضح "هو يتألق منذ ثلاثة مواسم، من خلال التهديف وإبراز فعاليته أمام المرمى، وهذا ما نبحث عنه".
وتابع معللاً قراره "رأيت أنه يملك فعالية، ويُحسن التعامل أمام خطوط دفاعية قوية، لذا أعتبر أنه استحق هذه الدعوة".
كما أكّد استعداد مهاجم الخضر سفيان فيغولي للدور الفاصل وتطرّق لموضوع الإصابة الأخيرة التي لحقت بـ "المحارب" قائلاً "أصيب فيغولي وخرج من قائمة فريقه التركي مؤخراً. لكن أؤكد أنه جاهز لمباراتنا أمام الكاميرون وعن إمكانية اللعب من عدمه، سنقرّر في الوقت المناسب".
وتحدّث بلماضي عن الوافد الجديد المدافع يوسف لعوافي "قبل استدعاء لعوافي درست إمكانات اللاعب جيّداً. تكوّن بشكل جيّد وأصبح يلعب في مركز الظهير الأيسر ونقطة قوته أنه يستطيع اللعب في مراكز أخرى".
وأبرز الناخب الوطني الأسباب التي دفعته لتوجيه الدعوة من جديد لإسحاق بلفوضيل لاعب إنتر الإيطالي السابق، مؤكداً ثقته في إمكاناته وأن "لديه الكثير لتقديمه للمنتخب الوطني، كان واعدا مع مدرسة ليون، وتمت مقارنته ببنزيمة في بداياته".
وأردف "كان قادراً على التواجد معنا في كأس أمم إفريقيا 2019، لكن لسوء الحظ تعرض لإصابة".
وفيما أبدى بلماضي ثقته الكبيرة في إمكانية الثنائي رياض محرز (مانشستر سيتي الإنكليزي) ويوسف بلايلي (بريست الفرنسي)، أضاف "الجميع مستعد للموت من أجل التأهل لكأس العالم، شعرت برغبة لديهم، وبعض اللاعبين يريدون إنهاء مشوارهم بالمشاركة في المونديال".
وأبرز بلماضي أهمية مباراة الإياب في الجزائر في الـ29 من الشهر الحالي على ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بحضور الجمهور، وعزمه برفقة لاعبيه على الثأر لأنفسهم في الذهاب على ملعب "جابوما" في دوالا في الـ25 من الشهر، مستغلاً معرفتهم الجيدة لهذا الملعب حيث خاض منتخب الجزائر ثلاث مباريات قبل حوالي شهرين ضمن نهائيات كأس أمم إفريقيا.