ووقع التفجير وسط المدينة أثناء صلاة الجمعة، التي يشارك فيها عدد كبير من السكان .
في حين أشارت مصادر طبية إلى وقوع 65 قتيلا، وأكثر من 73 جريحا، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس .
ولم يتم بعد تحديد طبيعة الانفجارات لكنها تأتي بعد أسبوع تماما من هجوم انتحاري استهدف مصلّين شيعة في مدينة قندوز (شمال) وتبناه تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأفاد شاهد عيان عن سماعه ثلاثة انفجارات، أحدها عند المدخل الرئيسي للمسجد والآخر جنوبا والثالث في المكان المخصص للوضوء.
"طالبان": جريمة في حق الشعب
وقال الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد وهو وكيل وزارة الثقافة والإعلام في حكومة تصريف الأعمال، في تغريدة له على "تويتر"، إن " طالبان تدين الهجوم المأساوي في على مسجد في قندهار، وتعتبرها جريمة في حق الشعب".
كما أكد مجاهد أن "طالبان" أمرت قواتها أن تبحث عن مرتكبي هذه الجريمة وتسليمها إلى القانون، مقدماً تعازيه لأسر الضحايا.
وكان تفجير مماثل ناجم عن عملية انتحارية قد استهدف مسجداً في مدينة قندوز، شمالي أفغانستان، وأدى إلى مقتل حوالي 100 شخص. وتبنى تنظيم "داعش" الإرهابي ذلك الهجوم ...
و غرد الناطق باسم وزارة الداخلية قاري سيد خوستي على تويتر " نشعر بالحزن لعلمنا بأن انفجارا وقع في مسجد للإخوان الشيعة في المنطقة الأولى بمدينة قندهار والذي استشهد وأصيب فيه عدد من أبناء وطننا ".
وأضاف: " وصلت قوات خاصة من الإمارة الإسلامية (أي طالبان) إلى المكان لتحديد طبيعة الحادث وجلب مرتكبيه إلى العدالة ".
وذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن المسجد كان مكتظا وقت وقوع الانفجارات فيما هرعت 15 سيارة إسعاف إلى المكان.
وأظهرت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يكن من الممكن التحقق من صحتها على الفور، جثثا ملقاة على أرض مسجد "فاطمية".
ولحركة طالبان تاريخها أيضا في اضطهاد الشيعة، الذين يشكلون 10 في المئة تقريبا من سكان أفغانستان وهم بغالبيتهم من الهزارة، وهي مجموعة عرقية مضطهدة منذ عقود في أفغانستان.
داعش ومسجد في قندوز
يشار إلى أن " تنظيم داعش-ولاية خراسان" كان أعلن مسؤوليته عن عدد من الهجمات التي وقعت مؤخرا، من بينها تفجير انتحاري بين مصلين استهدف الأسبوع الماضي مسجدا للشيعة أيضا في ولاية قندوز، وأودى بحياة نحو 100 شخص، في محاولة يبدو أن الهدف منها تأجيج الكراهيات الطائفية وتقويض الحكم.
يذكر أن هذا التنظيم تأسس عام 2014، حين بايع مقاتلون متطرفون في العراق وسوريا أبا بكر البغدادي زعيما لداعش، و"خليفة" لهم.
فسيطر حينها التنظيم بزعامة البغدادي على مساحات شاسعة من العراق وشرق سوريا، لكنّه فقد لاحقا سيطرته على تلك الأراضي.
لكنه كان تمدد إلى أنحاء أخرى من العالم بما فيها "خراسان"، وهي منطقة تضم أنحاء من أفغانستان وإيران وباكستان وتركمانستان.
وفي السياق، أوضح المحلل في "مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية" الفرنسية جان-لوك ماريه، لوكالة فرانس برس أن "تنظيم خراسان" كناية عن "تكتّل لمنظمات متطرفة سابقة، يضم أفراداً من الإثنيات الأويغورية والأوزبكية ومنشقين عن طالبان".
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يضم 500 إلى بضعة آلاف من المقاتلين في شمال أفغانستان وشرقها، بما في ذلك خلايا نائمة في كابل.
ويُعتقد أن التنظيم يقوده منذ العام 2020 "شهاب المهاجر" الذي يوحي اسمه الحركي بأنه متحدّر من العالم العربي إلا أن أصله لا يزال مجهولا.
فيما يرجح كثر أنه كان قياديا في تنظيم القاعدة أو عضوا سابقا في شبكة حقاني التي تعد حاليا إحدى أقوى الفصائل وأكثرها تهديدا لطالبان في أفغانستان.