فخلال أيام من الحرب الروسية على أوكرانيا، شهد الاقتصاد العالمي هزة عنيفة، حيث عزلت العقوبات الغربية السريعة روسيا عن الاقتصاد العالمي، وانهارت عملتها وأصولها المالية.
وعلى الصعيد العالمي، تسببت الحرب في تفاقم أزمة الطاقة، وتوسع أزمة الغذاء وتراجع عائدات السياحة، وانهيار سلاسل الإمداد، وأخيراً دخول العالم في موجة جديدة وعنيفة من التضخم، وهو ما يقود في النهاية إلى تراجع النمو العالمي.
أسعار الوقود
وشهد المستهلكون في جميع أنحاء العالم ارتفاعا في التكاليف في الأيام الأخيرة حيث شعروا بتأثير ارتفاع أسعار الطاقة بالجملة.
وقالت رابطة مصنعي السيارات الأمريكية إن أسعار الوقود زادت الأسبوع الماضي بنحو 11 في %، لتصل إلى أعلى مستوى منذ عام 2008.
وفي الوقت نفسه، أدى ارتفاع أسعار الغاز وسط الصراع في أوكرانيا إلى زيادة المخاوف من أن تصل متوسط فواتير الطاقة المنزلية السنوية في المملكة المتحدة إلى 3000 جنيه إسترليني.
ووصلت أسعار الغاز في أوروبا إلى مستويات قياسية خلال الأيام المنصرمة، بسبب المخاوف من انقطاع إمدادات الطاقة الروسية.
وارتفع سعر النفط إلى 139 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 14 عاما تقريبا، بينما ارتفع سعر الغاز بالجملة بأكثر من الضعف.
ويأتي ذلك في وقت ألمحت فيه الولايات المتحدة إلى فرض حظر على شراء الطاقة الروسية، والتطلع إلى العمل مع دول أخرى لزيادة الإمدادات.
كما سجلت أسعار البنزين ارتفاعا قياسيا آخر وسط تحذيرات من ارتفاع فواتير الطاقة.
وحسب جمعية السيارات "إيه إيه" البريطانية فإن متوسط سعر لتر البنزين في مضخات المملكة المتحدة بلغ 155 بنسا للمرة الأولى، مما أدى إلى رفع التكلفة إلى ما يزيد على 7 جنيهات إسترلينية للغالون الواحد.
وأضافت الجمعية أن تعبئة سيارة ذات خزان سعة 55 لترا يتكلف الآن نحو 17 جنيها إسترلينيا أكثر من العام الماضي، حيث ارتفع السعر من 68.60 جنيها إلى 85.59 جنيها.
وأدى ارتفاع أسعار الخام وحظر محتمل على شراء النفط الروسي إلى تكثيف الضغوط لإيجاد إمدادات بديلة.
ومن المتوقع أن تضغط الولايات المتحدة هذا الأسبوع على المملكة العربية السعودية لزيادة إنتاج النفط الخام، وهناك زخم جديد للتوصل إلى اتفاق بشأن طموحات إيران النووية من شأنه أن يرفع العقوبات عن صادراتها النفطية.
أسهم البورصات
ولا تزال الأزمة تلقي بظلالها على أسواق الأسهم، إذ سجلت البورصات الرئيسية في فرنسا وألمانيا تراجعا بأكثر من 4 % في التعاملات المبكرة، بينما انخفض مؤشر "إف تي إس إي 100" في لندن بأكثر من 2 % كما تراجعت الأسهم الآسيوية.
ووصل سعر الذهب، الذي يعد الملاذ في الأوقات العصيبة للمستثمرين الباحثين عن الأمان، إلى 2000 دولار للأوقية للمرة الأولى منذ 18 شهرا تقريبا.
وتتزايد الضغوط على الإدارة الأمريكية والغرب، لاتخاذ المزيد من الإجراءات ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما سيضع المزيد من الأعباء على الاقتصاد العالمي.
وارتفع سعر خام برنت القياسي بنحو 20 % الأسبوع الماضي، حيث أثار الغزو الروسي المخاوف من نقص إمدادات الطاقة في السوق العالمية.
وصلت أسعار الغاز في أوروبا إلى مستويات قياسية خلال الأيام المنصرمة، بسبب المخاوف من انقطاع إمدادات الطاقة الروسية
و يأتي ذلك في الوقت الذي قاطعت فيه العديد من العلامات التجارية البارزة، في مختلف القطاعات، روسيا بسبب الغزو.
وأعلن تطبيق تيك توك منع البث المباشر وتحميل المقاطع الجديدة من روسيا، إذ تقيّم الشركة قوانين جديدة صارمة لمنع نشر "أخبار كاذبة" عن القوات المسلحة في البلاد.
كما أعلنت شركة "نيتفليكس"، عملاقة البث المباشر، أنها قطعت خدماتها في البلاد بعد غزوها لأوكرانيا.
و ﺃيضا أوقفت شركات، منها "فيزا" و"ماستر كارد" و"بي دبليو سي"، خدماتها في روسيا.