إصلاح المنظومة التربوية في تونس : بين الطموح والواقع

تشرين1/أكتوير 22, 2025

في ظلّ التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية العميقة التي تعيشها تونس، يبرز ملف إصلاح المنظومة التربوية كأحد أهمّ الملفات الاستراتيجية التي تطرح بإلحاح .

فبعد سنوات من النقاشات والتقارير والدراسات، أصبح الإصلاح التربوي ضرورة وطنية لا تحتمل التأجيل.

 تشخيص الواقع

 حيث تعاني المدرسة التونسية منذ سنوات من تراجع في جودة التعليم، وارتفاع نسب الانقطاع المدرسي المبكّر، فضلاً عن ضعف التكوين المهني وغياب التوازن بين متطلبات سوق الشغل ومخرجات التعليم.

فيقول الأستاذ محمد بن عبد الله، مربي منذ أكثر من 25 سنة:

 " المناهج اليوم لم تعد تواكب العصر، والتلميذ التونسي يدرس كثيرًا لكن يتعلم قليلاً، لأن المدرسة لم تعد تمنحه المهارات الحياتية والرقمية التي يحتاجها ."

 خطوات الإصلاح

تعمل وزارة التربية حاليًا على تنفيذ خطة وطنية شاملة للإصلاح التربوي تشمل مراجعة البرامج والمناهج، إدماج التكنولوجيا في التعليم، تطوير تكوين المربين، وتحسين البنية التحتية للمؤسسات التربوية.

كما تمّ إطلاق مشروع " المدرسة الرقمية " الذي يهدف إلى تجهيز المؤسسات التربوية بالأجهزة والأنظمة الرقمية الحديثة، وتوفير محتوى تعليمي إلكتروني يسهّل عملية التعلم ويشجع على الإبداع.

من جانبها تقول السيدة ليلى، مديرة مدرسة ابتدائية :

 " الإصلاح الحقيقي يبدأ من المربي، لأن المدرس هو القلب النابض للمنظومة. نحتاج تكوينًا مستمرًا ووسائل عمل محترمة حتى نواكب هذا التغيير."

 التحديات المطروحة

و رغم الطموحات الكبيرة، يواجه الإصلاح التربوي صعوبات حقيقية، أبرزها ضعف الموارد المالية، البيروقراطية الإدارية، والمقاومة الداخلية للتغيير. كما يبقى الاستقرار الاجتماعي في المؤسسات التعليمية عاملاً حاسمًا لنجاح أي إصلاح.

 نحو مدرسة تونسية جديدة

يأمل الكثير من التونسيين أن تكون هذه  السنة  منعطفًا حقيقيًا في مسار التعليم، عبر بناء مدرسة حديثة، دامجة، ومواكبة للتحولات الرقمية والاقتصادية. فالإصلاح التربوي ليس مجرد تعديل للمناهج، بل هو مشروع مجتمع يرسم ملامح مستقبل تونس.

Rate this item
(0 votes)
« October 2025 »
Mon Tue Wed Thu Fri Sat Sun
    1 2 3 4 5
6 7 8 9 10 11 12
13 14 15 16 17 18 19
20 21 22 23 24 25 26
27 28 29 30 31