حيث يحرص كل حبيب وحبيبة على إهداء شريكه هدية امتنانًا منه على وجوده ومشاركته حياته ومشاعره العاطفية، فيما عرف عالميا بالفلانتين أو عيد الحب.
وأضحى عيد الحب تقليدا لدى بعض الفئات لا سيما شريحة الشّباب والمقبلين على الزواج وحتّى المتزوجين، حيث بات إهداء الورود أمرا شائعا في هذه المناسبة التي تنشط فيها تجارة الزهور حيث ترتفع سعر الوردة الواحدة حسب النّوع والجودة وأصبحت تباع في المواقع الالكترونية وبأسعار خيالية .
وأكد كل التجار أن المبيعات ترتفع بشكل ملحوظ في عيد الحب بالإضافة إلى شراء الدباديب وتزييتها ولفها بشكل جميل.
كذلك تشهد محلات العطورات إقبالا جيدا على هامش عيد الحب من أجل شراء أفخر أنواع العطر وتقديمها في شكل هدايا في عيد الحب.
واختارت بعض المحلات تخفيض الأسعار في هذه المناسبة من أجل حث كل المحتفلين بهذا العيد على إعماد العطر كهدية .
كما أكد أغلب التجار أن المبيعات ارتفعت نسبيا مقارنة بسائر الأيام، نفس الشيء بالنسبة لمحلات مواد التجميل التي شهدت إقبالا كثيفا من الشبان الذين خصصوا ميزانية خاصة لشراء هذا النوع من الهدايا.
وقد تصدرت الشكولاتة بجميع أنواعها الفاخرة والعادية نسبة المبيعات بمناسبة عيد الحب في المغازات الكبرى والمحلات التجارية التي شهدت إقبالا كثيفا من أجل شرائها ووضعها في علب فاخرة من أجل تقديمها كهدية في هذه المناسبة.
وأغلب المحلات التجارية والمغازات الكبرى وحتى المقاهي والنزل تعرف تقدما ملحوظا في نسبة الأرباح في هذه المناسبة ما عدى محلات بيع المصوغ التي لم تتغير فيها نسبة المبيعات مقارنة بالأيام العادية.
لكنه حلّ هذه السنة خجولاً للغاية على التونسيين الذين اعتادوا السهر وشراء الورود الحمراء وقوالب الحلوى وتبادل الهدايا وذلك بسبب استفحال الأزمة المالية والاقتصادية التي تشهدها تونس والتي انعكست سلباً على حركة الأسواق والمطاعم التي كانت تضج بالناس في هذه المناسبة.
رغم أن عيد الحب مثل فرصة لعديد المحلات التجارية والمغازات الكبرى من أجل تطوير مبيعاتها وجني بعض الأرباح إلا أن الجميع أجمع أن هذه السنة شهدت تراجعا كبيرا مقارنة بالسنوات السابقة في نسبة الإقبال على شراء الهدايا والمبيعات ونسبة الأرباح وذلك نظرا لارتفاع الأسعار وتضاعفها تقريبا وتدهور المقدرة الشرائية للمواطن مقارنة بالسنوات الماضية بعد الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تونس منذ الثورة بالإضافة إلى تراجع الدينار الذي أثر على أسعار المواد المورّدة وارتفاع نسبة التضخم.
وسلب تدهور القدرة الشرائية بهجة العيد ولا سيما في صفوف الفئات الشبابية التي تعذّر عليها حتى شراء الهدية الرمزية وهي " الدب " الأحمر الذي بات باهظ الثمن ، وحتى الوردة الحمراء رمز العيد بات صعباً على كثيرين شراؤها وإهداؤها للحبيبة كعربون حبّ ومودة .
وعزا أصحاب محلات الأزهار ارتفاع ثمنها لأن غالبية أنواع الورود يستوردها لبنان من الخارج في فصل الشتاء، الأمر الذي يستحضر أغنية الراحل الكبير محمد عبد الوهاب " يا ورد مين يشتريك وللحبيب يهديك
أما السهر وتمضية ليلة رومانسية في أحد المطاعم كما درجت العادة في السنوات السابقة فبات متعذّراً على الشبان من ذوي الدخل المحدود، بعد أن تتجاوز سعر بعض الحفلات قيمة الراتب الشهري الذي يتقاضاه الموظف بأضعاف، ومن هنا يطرح السؤال هل بات السهر والحب على الميسورين فقط؟
إذاً، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية وارتفاع أسعار الهدايا والحلوى والحفلات في المطاعم، أصبح هناك توجّه لتغيير العادات في هذا العيد، ومثالاً على ذلك لجأ العديد لاستبدال سهرة العشاء في المطعم بسهرة في المنزل وتحضير قالب الحلوى في البيت ، واستبدلت الورود الحمراء والدببة بتبادل الصور والأغاني عبر مواقع التواصل الاجتماعي.