عرب بلس

 

كتبت : زينب حمزاوي

في إطار تعزيز الجهود المشتركة للنهوض بالقطاع الصحي الوطني والجهوي، أنهت شبكة غصن الزيتون للجمعيات التنموية بصفاقس مشروع بناء مركز الرعاية الصحية الأساسية صنف 04 بسيدي سهيل بالقصرين، وتم تسليمه رسمياً إلى الإدارة الجهوية للصحة بالقصرين، ممثلة في السيد الدكتور عبد الغني الشعباني، المدير الجهوي للصحة، الذي ساهم معنا في إنجاز هذا الصرح الصحي.

في عالم يتغيّر بسرعة قياسية، لم تعد الموضة مجرد أقمشة وألوان، بل أصبحت لغة بصرية تعكس أسلوب حياة وتوجّهات مجتمعات بأكملها. وبينما يعيش العالم ثورة إبداعية في الأزياء والجمال، تشهد تونس بدورها موجة جديدة من التألق تجمع بين الهوية المحلية وروح الحداثة.

حوار الثقافات: الأصالة التونسية تغزو منصات العرض العالمية

في السنوات الأخيرة، برزت تونس كمساحة نابضة بالإبداع في عالم الموضة، حيث يقدم المصممون الشباب رؤى مبتكرة تجمع بين الأصالة والتراث واللمسة العصرية الحديثة. فقد أصبح استخدام النقشات المستوحاة من الزخارف العربية والأمازيغية علامة مميزة في التصاميم، تعكس الهوية الثقافية للبلاد بروح معاصرة، بينما شهدت الأقمشة الطبيعية مثل الكتان والقطن عودة قوية تواكب التوجه العالمي نحو الموضة المستدامة والصديقة للبيئة. وفي الوقت ذاته، ازدهرت صناعة الإكسسوارات اليدوية، من حقائب ومجوهرات مصنوعة من الفضة والفخار والجلد، لتصبح جزءًا من المشهد المحلي والعالمي على حد سواء، ما يعكس قدرة المصممين على الدمج بين الحرفية التقليدية والابتكار العصري. كما تقول المصممة التونسية سهام بن عمر:
"
أحاول دائمًا أن أجمع بين التراث التونسي واللمسة العصرية، فكل قطعة أخلقها تحكي قصة بلدنا بطريقة مبتكرة . "

ولم تعد عروض الأزياء مجرد استعراض للملابس، بل تحولت إلى مناسبات فنية متكاملة تجمع بين الموسيقى والسينوغرافيا، وتبرز طاقات جيل جديد من المبدعين الذين يسعون لإثبات حضورهم وإبداعهم رغم التحديات الاقتصادية، مؤكدين أن تونس اليوم تمثل منصة للإبداع والتميز في عالم الموضة.

سر الإشراق: لماذا أصبح زيت التين الشوكي التونسي "الذهب السائل"؟

تشهد صيحات الجمال العالمية توجهًا واضحًا نحو العودة إلى الأساسيات، وقد انعكس هذا الاتجاه بقوة في تونس، حيث أصبح الاهتمام بالمظهر الطبيعي علامة مميزة لعالم الجمال المحلي. فقد تصدّر ما يُعرف بـ " مكياج اللامكياج "  (No-Makeup Look) المشهد، مع التركيز على درجاتوالملامح الطبيعية التي تبرز جمال الوجه دون إفراط في التجميل. وفي الوقت نفسه، تحولت العناية بالبشرة إلى أولوية قصوى، وأصبحت المنتجات القائمة على المكونات الطبيعية، مثل زيت التين الشوكي التونسي الفاخر، رمزًا للجودة والتميز، لدرجة أنه أصبح من بين الأغلى عالميًا. ولم يقتصر الأمر على البشرة فحسب، بل امتد إلى الشعر، حيث عادت صيحات العناية بالشعر المجعّد والطبيعي لتكتسح الساحة بعد سنوات من هيمنة عمليات الفرد، مؤديةً إلى تعزيز فكرة الثقة بالنفس والقبول الذاتي، وتحويل الجمال الطبيعي إلى رسالة قوية تعكس شخصية المرأة العصرية في تونس.

كما يشير خبير التجميل التونسيأنور الشريف:
"الجمال الحقيقي يبدأ بالعناية الطبيعية بالبشرة والشعر، وما نشاهده اليوم يعكس وعي المرأة التونسية بحقوق جمالها وصحتها."

الـ AIيدخل الكواليس: التكنولوجيا تُعيد تدوير الموضة العالمية

على الصعيد الدولي، يواصل كبار المصممين إحداث ثورة في عالم الأزياء من خلال ابتكارات جريئة واتجاهات فريدة تعكس روح العصر. فقد أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من صناعة الملابس، مستخدمًا لابتكار أقمشة ونقوش وحلول تصميمية مبتكرة تضيف بعدًا جديدًا للإبداع. وفي الوقت نفسه، تتوسع موضة إعادة التدوير(Upcycling) عالميًا، حيث تقدم دور الأزياء قطعًا فريدة مصنوعة من بقايا الأقمشة أو الملابس القديمة، مما يجمع بين الاستدامة والتميز الفني. أما الألوان الرائجة لسنة 2025، فتتنقل بين الدرجات الترابية الدافئة والأزرق الكهربائي، في توليفة تعكس حاجة الإنسان إلى التوازن بين الهدوء والطاقة. ولا يغيب عن المشهد عودة موضة التسعينات بقوة، بما في ذلك الجينز الواسع، الكروب توب، النظارات الصغيرة، والأحذية الضخمة، لتؤكد أن عالم الموضة مستمر في المزج بين الحنين إلى الماضي وروح الابتكار المعاصرة.

المؤثرون التونسيون: تحويل "الإنستغرام" إلى بوابة تجارة عالمية

أصبحت العلامات التونسية أكثر حضورًا وتأثيرًا على منصات التواصل الاجتماعي بفضل الجيل الجديد من الإنفلونسرز، الذين يلعبون دورًا حيويًا في الترويج للمنتجات المحلية وجعلها تصل إلى جمهور واسع في أسواق الخليج وأوروبا، مما يعكس جودة التصاميم وابتكار المصممين التونسيين. كما لم تعد هذه المنصات مجرد وسيلة للتسويق، بل تحولت إلى منصة متكاملة للإبداع والتجارة الرقمية، حيث أصبح بإمكان المصممين عرض مجموعاتهم وبيع تصاميمهم عالميًا بسهولة، دون الحاجة إلى متاجر فاخرة أو تكاليف ضخمة، ما يفتح المجال أمام المواهب الناشئة لتحقيق الانتشار والنجاح على نطاق عالمي.

كما تقول المصممة ليلى قنديل:
"
المنصات الرقمية فتحت لنا أبوابًا جديدة لم نكن نتخيلها. اليوم، يمكن لمصمّم تونسي صغير أن يصل إلى جمهور عالمي دون الحاجة لمتجر فاخر."

 هذه الديناميكية الرقمية ساهمت في إعادة تعريف صورة الموضة التونسية، لتصبح علامة على الإبداع والاحترافية والمنافسة في السوق الدولية.

تعيش الموضة والجمال اليوم مرحلة تحوّل عميقة، تمتزج فيها التكنولوجيا بالإبداع، والهوية بالمواكبة العالمية. وفي هذا المشهد المتغيّر، تثبت تونس أنها ليست مجرد متابع للصيحات، بل مساهمة في صياغتها، عبر مصممين مبدعين، منتجات محلية عالية الجودة، وجمهور شغوف يبحث دائمًا عن الجديد.

على امتداد الطرقات الهادئة لقرى الشمال الغربي، وفي الأزقة المزدحمة للمدن الكبرى، تتشكل يومياً قصص نساء تونسيات قرّرن مواجهة البطالة، الفقر، والقيود الاجتماعية، عبر ريادة أعمال وُلدت من فكرة صغيرة… وتحولت إلى نجاح ملهم.

في عالمٍ محاطٍ بالشاشات واللافتات والواجهات الرقمية، لم تعد الألوان مجرّد خلفية صامتة، بل تحولت إلى " لغة "  تؤثّر في المزاج، السلوك، وحتى القرارات اليومية.

في السنوات الأخيرة، تغيّر المشهد داخل البيوت التونسية. لم يعد الطفل يجري في الساحة أو يلوّن دفاتره كما في السابق، بل أصبح يحمل هاتفًا أو جهازًا لوحيًا لساعات طويلة، وكأن العالم الحقيقي أصبح خارج اهتمامه. هذا التعلّق الكبير بالشاشات تحوّل إلى ظاهرة اجتماعية مقلقة أثارت جدلًا واسعًا بين الأولياء والمختصين.

الواقع اليومي داخل العائلات

" ما عادش نجم نسكّر عليه التلفون" ، تقول سلوى ، أم لطفل عمره 4 سنوات، مؤكدةً أنّ ابنها يدخل في نوبات غضب حادة إذا تمّ سحب الهاتف منه.

الحالة نفسها تتكرر في الكثير من البيوت أطفال يأكلون مع الهاتف، لا ينامون دون مشاهدة فيديوهات، يفقدون الاهتمام بالألعاب التقليدية، يرفضون الخروج أو اللعب الجماعي...

تحولت الشاشات إلى مربي بديل يتحدث ويُرفّه ويُلهي، بينما يجد الأولياء أنفسهم في سباق مستمر بين العمل والالتزامات اليومية.

أخصائيو علم النفس يحذّرون

يؤكّد أخصائيّو علم النفس أنّ الإدمان على الشاشات لم يعد "عادة سيئة "  فقط، بل قد يتحول إلى اضطراب سلوكي يؤثر على تركيز الطفل، تأخر النطق، ضعف التفاعل الاجتماعي، اضطرابات النوم، تراجع النتائج المدرسية

ويضيف أحد المختصين:" الطفل الذي يقضي أكثر من 3 ساعات يوميًا أمام الشاشة يصبح أقل قدرة على التواصل العاطفي ويعيش في عالم افتراضي قد يعوّض له الواقع " .

أرقام ومعطيات

وفق أحدث الدراسات العالمية، يقضي الطفل بين 3 و7 سنوات من 4 إلى 6 ساعات يوميًا أمام شاشات رقمية، بينما يظهر على واحد من كل ثلاثة أطفال علامات التعلق المرضي بالهاتف. وفي تونس، يعترف 60% من الأولياء بأنهم يلجؤون لاستخدام الهاتف لتهدئة أطفالهم. هذه الأرقام تؤكد أن الأمر لم يعد مجرد "ترفيه"، بل أصبح مشكلة تربوية وصحية حقيقية، تهدد نمو الطفل وتفاعله مع العالم الواقعي.

و هناك عدّة أسباب دفعت الأطفال إلى الإدمان لعل ابزها ضغط الحياةو قلة الوقت لدى الأولياء، سهولة الوصول إلى الهواتف، المحتوى الجاذب للأطفال مثل الألعاب وفيديوهات اليوتيوب، غياب بدائل ترفيهية داخل البيت، تحوّل الهاتف إلى أداة تهدئة في المطاعم، الزيارات… إلخ.الحلول الممكنة… هل يمكن إنقاذ الوضع؟

يشير المختصون إلى أن العائلات يمكنها الحد من إدمان الأطفال على الشاشات عبر اتباع عدة خطوات عملية. أولاً، يجب تحديد وقت يومي مخصص للشاشات، بحيث لا يتجاوز ساعة للأطفال بين 3 و7 سنوات وساعتين للمراهقين، مع الحرص على إبعاد الهاتف عن أوقات الأكل والنوم، أي عدم استخدامه على الطاولة أثناء الوجبات ولا قبل النوم بساعة على الأقل. ثانياً، ينبغي خلق بدائل جذابة تشجع الأطفال على الانخراط في أنشطة أخرى مثل الألعاب الورقية، الرسم والتلوين، الخروج إلى الحدائق، وممارسة الرياضة. ثالثاً، من المهم التحكم في المحتوى الذي يشاهده الطفل من خلال تفعيل وضع الأطفال، مراقبة التطبيقات، واختيار فيديوهات آمنة ومناسبة لعمره. وأخيراً، لا تقل أهمية القدوة الأسرية، فإذا كان الوالد أو الولي مرتبطًا بالشاشة بشكل مفرط، سيكون من الصعب إقناع الطفل بالحد من استخدامها، لذلك يجب أن تكون الأسرة مثالاً يُحتذى به.

في قلب هذا العالم الرقمي، لا يهدد إدمان الشاشات طفولة أبنائنا فحسب، بل يطعن أيضًا في علاقتهم بالعالم الحقيقي: بصحتهم، بدراستهم، وبقدرتهم على التواصل مع الآخرين. الرقمنة أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، لكنها سيف ذو حدين. هناك شاشة تُعلّم، وأخرى تُدمّر، وفارق بسيط بينهما يمرّ غالبًا عبر يد الوالدين. التوازن هنا ليس خيارًا، بل مسؤولية: مسؤولية رسم الطريق الصحيح، ليكبر الأطفال بين عالمين، دون أن يفقدوا القدرة على لمس الحياة الحقيقية بأصابعهم الصغيرة.

 

المرأة التونسية في ميدان العمل ... حضور قوي ورؤية جديدة للتمكين

بقلم: جيهان غديرة – صحفية وكاتبة تونسية

تتقدّم المرأة اليوم بثبات في مختلف مجالات العمل، لتؤكد أن حضورها المهني لم يعد استثناءً، بل أصبح ركيزة أساسية لا غنى عنها في بناء المجتمعات الحديثة ودفع عجلة الاقتصاد.

في زمن أصبحت فيه المساواة شعارًا عالميًا، تقف المرأة اليوم في مفترق طرق صعب بين التحقق والإنهاك.

كتبت : . زينب حمزاوي

في أجواء مليئة بالفرح والبهجة، نظّمت شبكة غصن الزيتون للجمعيات التنموية بصفاقس، الجمعة الموافق ل17 أكتوبر 2025، يوماً ترفيهياً خاصاً لفائدة الأطفال من أصحاب الهمم، وذلك بمقر مركز قرقور " العناية بالأشخاص القاصرين ذهنيا" بمدينة صفاقس. وهو مركز نموذجي، تمّ بناءه مؤخرا بتنفيذ الشبكة ، وتحت إشراف جمعية "قوافل للإغاثة والتنمية "، وبتمويل الأمانة العامة للأوقاف ، بدولة الكويت الشقيقة .

الصفحة 1 من 11
« December 2025 »
Mon Tue Wed Thu Fri Sat Sun
1 2 3 4 5 6 7
8 9 10 11 12 13 14
15 16 17 18 19 20 21
22 23 24 25 26 27 28
29 30 31