Print this page

مجلس النواب الليبي يختار باشاغا رئيسا جديداً للحكومة

شباط/فبراير 10, 2022

صوّت البرلمان الليبي المنعقد في طبرق في أقصى شرق البلاد بالإجماع، الخميس، على اختيار وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، رئيساً لحكومة جديدة، على الرغم من رفض رئيس الوزراء الحالي، عبدالحميد الدبيبة، التنحي من منصبه، وهو ما يفتح الباب أمام انقسام جديد وصراع بين حكومتين في البلاد.

وﺃفاد المتحدث باسم المجلس، عبد الله بليحق في تصريح صحافي، إن مجلس النواب "صوت بالإجماع على منح الثقة للسيد فتحي باشاغا، رئيسا للحكومة".

وكان المجلس قد استمع، يوم الإثنين الماضي، إلى مشاريع المترشحين لمنصب رئيس الحكومة وعددهم اثنان، هما فتحي باشاغا وخالد عمر البيباص

خطة إصلاحية

وخلال عرض خطته  أمام المجلس، الإثنين، أكد باشاغا إنه "لا يملك الحلول السحرية لمشاكل ليبيا التي يعرفها الجميع"، لكن يجب "توحيد المؤسسة الأمنية والجيش". 

وأضاف - وفق ما أورده موقع بوابة "الوسط" المحلي، أن لديه "خطة واستراتيجية من دون تكلف أو تنظير أو ادعاءات زائفة بأني أمتلك الحلول السحرية لكل مشاكلنا".

وتحدث عن مشاكل اجتماعية واقتصادية يعاني منها البلد، مشيرا بالأساس إلى "تردي الخدمات العامة مثل الصحة والكهرباء والتعليم".

وأردف: "نحن لا نعاني نقص الكوادر أو الكفاءات وإنما ما ينقصنا هو الوفاق السياسي، المبني على مشاركة وطنية حقيقة".

وشدد على أن خطته المستقبلية لليبيا تتجسد في توحيد الجيش وباقي المؤسسات الأمنية، بالإضافة إلى تحقيق التوزيع العادل للثروات.

سياسي بطموحات الزعامة

ولم يكن باشاغا يخفي طموحاته للقيادة، فقد كان أول شخصية بارزة تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية التي كان من المتوقع تنظيمها في 24 ديسمبر الماضي.

وفي مقابلة سابقة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أشار إلى أن "الأمن والمصالحة الوطنية" سيكونان في أول اهتماماته في حال نجاحه بتولي رئاسة ليبيا.

ولم يحظ باشاغا، المتحدّر من مدينة مصراتة شرق طرابلس، أولى المدن المنتفضة ضد معمر القذافي في 2011، بفرصة قيادة الحكومة إذ خسر مطلع فبراير 2021 في جنيف فرصة تولي رئاسة الحكومة الموحدة، التي ذهبت على نحو مفاجئ لمنافسه الدبيبة، بعد أن تم تداول اسمه على نطاق واسع.

وأكد باشاغا أن "الأمن يسير جنبًا إلى جنب مع الإصلاح الاقتصادي، وهو ما يجعل من الممكن تحسين مستواه".

 معبراً أيضاً عن عزمه على "تعزيز الحكم المحلي من خلال نظام لامركزي" لإدارة شؤون ليبيا الغنية بالنفط.

ويعد فتحي باشاغا، وهو في الأصل طيار عسكري متقاعد، اللاعب الرئيسي في مجلس مصراتة العسكري الذي تأسس أثناء الثورة قبل عشرة أعوام، ولعب دورا بارزا في مفاوضات الصخيرات بالمغرب في عام 2015 التي أدت إلى اتفاق برعاية الأمم المتحدة.

وخلال فترة توليه منصب وزير الداخلية بين عامي 2018 و2021، حظي بدعم شعبي متصاعد، خصوصا بسبب مواقفه المناهضة للمجموعات المسلحة، ومحاولاته المتكررة للحد من نفوذها، ودعواته لإعادة تفكيك هذه المجموعات ودمجها.

أقوى الشخصيات في الغرب الليبي

ورغم أن باشاغا طامح إلى الحكم منذ فترة، إلا أن تحركه الأخير سيحرمه من الترشح للرئاسة حينما سيتم تنظيم الانتخابات.

فقد اشترط مجلس النواب في الـ25 من الشهر الماضي على كل مرشح أن "يقدم تعهداً مكتوباً بعدم ترشحه للانتخابات القادمة".

ويرى مؤيدو الرجل أنه شخصية وطنية ويتمتع بنفوذ قبلي وبين الميليشيات.

وعندما اندلع خلاف بينه وبين رئيس حكومة الوفاق الوطني سابقا، فايز السراج، اضطر الأخير إلى إرجاعه إلى منصبه وزيرا للداخلية

ويعتبر باشاغا أحد أقوى الشخصيات في الغرب الليبي، وذلك لتحالفه مع ميليشيات مصراتة التي ينحدر منها، وهي الأقوى من حيث العدة والعتاد، ويأتي في مقدمتها "لواء الصمود" و"كتيبة الحلبوص" و"كتيبة عشرين عشرين"، والتي يفوق مجموع الواحدة منها أي كتيبة من كتائب طرابلس غير المتحدة.

ورغم ذلك، وقبل أيام قليلة من تنصيب الحكومة الجديدة في فبراير من العام الماضي، نجا من محاولة اغتيال "مخطط لها بشكل جيد" بحسب مقربين منه، عندما فتحت عربة مصفحة النار على موكبه غرب العاصمة طرابلس. وتلا ذلك توتر أمني كبير انتهى بعد تدخل أطراف سياسية وقادة مجموعات مسلحة نافذة.

 

Rate this item
(0 votes)