Print this page

ليبيا .. طبول الحرب "تقرَع" والعاصمة طرابلس تتأهب لمعارك محتملة

أيلول/سبتمبر 10, 2022

كتبت جيهان غديرة

تجدد القلق في ليبيا من قرع طبول الحرب وسط مخاوف من حدوث تصعيد قد يفضي إلى تجدد الاقتتال بعد حديث مواقع محلية عن حشد قوات موالية لحكومة الوحدة الوطنية قرب مطار طرابلس القديم استعدادا لاقتحام منطقة ورشفانة نقطة تمركز قوات الجويلي وقوات موالية لباشاغا أخرجت من طرابلس في الحرب الاخيرة.

المصادر أشارت إلى أن قوات يقودها معمر الضاوي الموالي لباشاغا أغلقت الطرق المؤدية لورشفانة خوفا من تقدم قوات الدبيبة

وبحسب المصادر فقد هددت رئاسة الأركان التابعة للدبيبة قوات باشاغا في حال عدم انسحابها باستخدام الطيران المسير مثل ما حدث في الاشتباكات الأخيرة.

وكانت وزارة الداخلية في حكومة فتحي باشاغا، اتهمت، الأربعاء، القوات الموالية لمنافسه عبد الحميد الدبيبة، باستخدام أسلحة ممنوعة، خلال الاشتباكات الأخيرة بالعاصمة طرابلس، والتي أدت إلى مقتل 32 شخصاً وجرح العشرات.

ودعا عصام أبوزريبة، في بيان الأربعاء، فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات بمجلس الأمن والبعثات الدبلوماسية للدول الخمس الدائمة بمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، للتحقيق في استخدام قوات الدبيبة أسلحة ممنوعة في اشتباكات طرابلس الأخيرة.

وزادت تلك المخاوف وسط تصريحات الطرفين بشأن الانتخابات حيث صرح رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة قبل أيام إن الانتخابات التشريعية والرئاسية "استحقاق وطني"، مؤكدا أنه سيعمل على تحقيقها "رغم التحديات".

وأضاف خلال لقائه حكماء وأعيان محافظة طرابلس الكبرى أن هدف حكومته الأساسي هو "إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية"، مؤكدا رفضه الوصول إلى السلطة بواسطة "السلاح والمؤامرات"، ورفضه "المطلق" للمراحل الانتقالية

الجهود الدولية

وتأتي هذه التطورات والمخاوف من اندلاع مواجهة جديدة بعد تعيين الدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي مبعوثا أمميا جديدا في ليبيا، وتزامن الدبيبة وباشاغا، في زيارة لتركيا قيل إن أنقرة لعبت خلالها "دورا في تقريب وجهات النظر". 

وجددت الأمم المتحدة الدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية في أقرب وقت من أجل حل الأزمة السياسية في ليبيا، وأضافت في تغريدة نشرتها البعثة عبر حسابها على تويتر الأربعاء، أن الشعب الليبي عبر بوضوح عن "تطلعه لاختيار قادته وتجديد شرعية المؤسسات الليبية عبر انتخابات ديمقراطية". 

ولحل الأزمة الحالية، تسعى ليبيا للوصول إلى انتخابات وفق مبادرة أممية تقضي بتشكيل لجنة مشتركة من مجلسي النواب والدولة للتوافق حول قاعدة دستورية للانتخابات

وحتى الآن، لم تفلح اللجنة في التوصل إلى التفاصيل الكاملة للقاعدة الدستورية بسبب خلاف أعضائها حول بعض البنود، ومن أهمها شروط الترشح للانتخابات الرئاسية

ويذكر أنه في المواجهات الأخيرة التي دارت في طرابلس قبل نحو أسبوعين بين ميليشيات مسلحة موالية لباشاغا حاولت الدخول للعاصمة لتسلم السلطة، والميليشيات المساندة للدبيبة التي صدّت الهجوم، تحدثت مصادر عسكرية عن استخدام الموالين للدبيبة الطيران المسيّر.

كما قالت إن هذا الأمر لعب دوراً حاسماً في ترجيح كفة المعركة لصالح الدبيبة، وذلك إلى جانب استخدام مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

وتفتح هذه الاتهامات المتبادلة والمستمرة بين الطرفين المتنافسين على السلطة، باب التكهنات على مصراعيه لإمكانية اندلاع مواجهة جديدة، في ظل انسداد أفق الحوار والحل واستمرار التحشيدات العسكرية على أطراف طرابلس، رغم الضغوط الدولية والأممية لمنع خيار اللجوء إلى الخيار العسكري لحسم هذا الصراع.

Rate this item
(0 votes)