واعتبرت الجمعيات في بيان، أن مساعي النهضة وصمة عار على جبين هؤلاء السياسيين الذين شارك عدد منهم في الحكم منذ نهاية 2011، مشاركة اتسمت بإعلاء مصالحهم الحزبية والشخصية، وتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وانتشار الفساد، وتقسيم التونسيين بشكل لم يسبق له مثيل منذ الاستقلال"، وفق ما جاء في البيان .
وأدان البيان تحريض دول أجنبية على التدخل في الشؤون التونسية، كما شجب تمادي أحزاب وشخصيات سياسية في دعوة دول أجنبية إلى "انتهاك السيادة التونسية"، ومنددا بالحملات التي تقوم بها حركة النهضة الإسلامية وحلفاؤها ضد تونس.
وخصت الجمعيات بالاسم الرئيس الأسبق منصف المرزوقي، الذي دعا إلى تدخل فرنسا في الشؤون التونسية بزعم ما اعتبره "انقلابا على الشرعية".
وكان المرزوقي قال في كلمة ألقاها خلال وقفة احتجاجية لعدد من معارضي الرئيس قيس سعيّد في باريس السبت، إن "فرنسا مطالبة بحكم علاقتها بالشعب التونسي بالتدخل ضد ما تم اتخاذه من إجراءات"، في إشارة إلى قرارات الرئيس في الخامس والعشرين من يوليو الماضي.
ومن أبرز الجمعيات الموقعة على البيان، النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، والائتلاف التونسي لإلغاء عقوبة الإعدام، وجمعية "لا سلام بدون عدالة"، وجمعية "التلاقي للحرية والمساواة"، والجمعية التونسية للحراك الثقافي، والجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية.
ومنذ الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس سعيّد في الخامس والعشرين من يوليو الماضي، ما انفكت حركة النهضة الإسلامية تدعو القوى الدولية إلى التدخل لتقويض قرارات رئيس الجمهورية، بل ذهبت إلى أكثر من ذلك بمطالبة واشنطن بمنع وصول اللقاحات المضادة لكورونا إلى حين تراجع سعيّد عن قراراته .
وكان الرئيس سعيّد انتقد الأحد توجيه أطراف وشخصيات سياسية "لفظها الشعب"، طلبا إلى دول أجنبية من أجل التدخل في تونس، إضافة إلى تآمرهم على الدولة في الخارج من أجل تصفية حسابات شخصية معه، وإفشال القمّة الفرنكوفونية المرتقب تنظيمها الشهر القادم، في إشارة على ما يبدو إلى المنصف المرزوقي .
وسبق أن حذر أيضا نورالدين الطبوبي الأمين العام لاتحاد الشغل في سبتمبر الماضي مما وصفه بـ"الاستقواء بالأجنبي"، على خلفية دعوة نائبين كلفهما راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة بالمشاركة في أعمال الاتحاد البرلماني الدولي بالنمسا، إلى التدخل العاجل لتقويض قرارات الرئيس سعيّد بتجميد البرلمان .
و يأتي ذلك فيما باشرت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن مهامها على رأس الحكومة عبر إجراء جملة من اللقاءات والاستقبالات مع عدد من الوزراء الجدد .
فقد استقبلت رئيسة الحكومة وزير الصحة علي المرابط، الذي قدم تقريرا مفصلا حول الوضع الوبائي لجائحة كورونا، وتقدم عمليات التطعيم، كما اجتمعت عقب ذلك مع كل من وزيرة المالية سهام البوغديري نمصية، ووزير التربية فتحي السلاوتي للحديث عن الإصلاحات اللازمة في قطاع التربية.
كما التقت نجلاء بودن محافظ البنك المركزي مروان العباسي، وتطرق اللقاء إلى أهم المستجدات الاقتصادية والمالية، وأهمية توحيد الجهود للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تونس .