Print this page

جدري القرود.. الأسباب والأعراض وطرق الوقاية

أيار 24, 2022

في وقت لا يزال العالم يتعافى من وباء كورونا الذي انتشر على مدى أكثر من عامين، بدأت أسئلة تتعالى بشأن ما إذا كان من الممكن أن يتحول فيروس جدري القرود، الذي انتشر في عدد من الدول، ووصل إلى منطقة الشرق الأوسط أخيرا، إلى وباء عالمي جديد مثلما حصل مع فيروس كورونا.

فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء 24 مايو/أيار تسجيل 131 إصابة مؤكدة بجدري القرود و106 حالات أخرى مشتبه بها منذ الإبلاغ عن الحالة الأولى في السابع من مايو/ أيار الجاري خارج البلدان التي ينتشر فيها المرض عادة.

و يركز العلماء جهودهم لكشف كل المعلومات المتعلقة بالفيروس، مما يسهل عملية مواجهته، ولعل أبرز تلك المعلومات التي لا بد من فهمها للحد من انتشاره، هي المدة التي يبقى الشخص المصاب فيها "معديا".

ويعد جدري القرود  مرضا معديا عادة ما يكون خفيفا، وهو متوطن في مناطق من غرب ووسط قارة  إفريقيا. والإصابة بالمرض في بدايتها كانت تحدث عند الاحتكاك بالحيوان المصاب، إلا أنها الآن تنتقل الآن بين شخص وآخر.

وانتشر المرض في عدد من الدول غير الإفريقية، مثل إسبانيا واليونان والولايات المتحدة وكندا، ووصل إلى الشرق الأوسط ، مع تسجيل إسرائيل أول إصابة بالمنطقة.

وينتشر هذا المرض من خلال الاحتكاك المباشر، مثل لمس ملابس الشخص المصاب أو لعابه، ويعد الاتصال الجنسي واحدا من أبرز أسباب العدوى.

ولأن العدوى تحدث عبر الاحتكاك المباشر مع المصاب، فإنه يمكن احتواؤه بسهولة من خلال تدابير مثل العزل الذاتي والنظافة فور تشخيص أي إصابة جديدة.

ويعاني الأشخاص الذين يصابون بالفيروس في البداية من الحمى، قبل ظهور   الطفح الجلدي على الوجه والجسم. وتشمل الأعراض كذلك الصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والقشعريرة والإرهاق.

وبمجرد ارتفاع درجة الحرارة يظهر طفح جلدي بداية من الوجه ثم ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، لكنه يكون في أغلب الأحيان في راحة اليدين وباطن القدمين.

وتختفي العدوى دون تدخل طبي بعد أن تستمر الأعراض ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

جدري القرود.. مخاوف من وباء جديد

ويمكن بعد ذلك أن ينتقل جدري القرود من خلال لمس المناطق المصابة، أو عن طريق الرذاذ المتطاير أثناء السعال والعطس.

وبالعودة إلى المدة التي يشكل فيها الشخص المصاب خطرا على الآخرين، فإن خبير الأمراض المعدية الناشئة في جامعة جون هوبكنز الأميركية أميش أدالجا أكد لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن المصاب قادر على نقل المرض لمدة تصل إلى 4 أسابيع بعد ظهور الأعراض.

ورغم أن عدد الحالات المؤكدة حول العالم حتى الآن لا يزال محدودا، إلا أن الذعر بشأن المرض كان حديث وسائل التواصل الاجتماعي.

وتصدر وسم #جدري_القرود موقع تويتر في العديد من البلدان العربية.

وحذر البعض في تغريدات من تكرار السيناريو الذي حصل مع بداية وباء كورونا، عندما لم يقر البعض بالإصابة ولم يلتزم كثيرون بالإجراءات الصحية، ما أوصل العالم إلى وضع خطير.

اشتباه في حالات بدول عربية

مع زيادة مخاوف انتشار مرض جدري القرود، تسود حالة تأهب واستعداد في الدول العربية، والدول المجاورة.

فقد أعلنت وزارة الصحة الإماراتية، الثلاثاء، عن رصد أول حالة لجدري القرود.

وقالت الوزارة، في بيان، إن الحالة تعود إلى سيدة تبلغ من العمر 29 سنة زائرة للإمارات من غرب إفريقيا وتتلقى العناية الطبية اللازمة، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.

وفي لبنان تحدثت عدة مصادر إخبارية لبنانية محلية عن وجود حالتي إصابة مشتبه بهما.

ووفقا للمصادر الإخبارية فإنه لم يتم تأكيد الإصابة بجدري القرود، بيد أن هناك احتمالية لذلك، حيث تم رصد الإصابات في جنوب لبنان، لمسافرين لبنانيين عائدين من إفريقيا.

وفي المغرب أفادت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية أنها رصدت ثلاث حالات اشتباه إصابة بجدري القرود.

وذكرت أن الحالات "توجد في صحة جيدة، وتحت الرعاية الصحية والمراقبة". وأضافت أنها "خضعت للتحاليل الطبية وفي انتظار النتائج".

وكانت إسرائيل أعلنت تسجيل إصابة رجل يبلغ 30 عاما بجدري القرود بعد عودته حديثا من أوروبا الغربية حاملا أعراض المرض.

وحتى الآن، أكدت هيئات الصحة العامة في أوروبا ظهور حالات إصابة بالمرض في كل من المملكة المتحدة وإسبانيا والبرتغال وألمانيا وبلجيكا وفرنسا وهولندا وإيطاليا والسويد.

وأعلنت  منظمة الصحة العالمية في بيان لها الجمعة إن حالات الانتشار الأخيرة للمرض "تعتبر غير نمطية، إذ أنها تظهر في دول لا يعتبر المرض متوطناً فيها".

كما  أكدت  المنظمة إنها "تعمل مع الدول المتضررة وآخرين من أجل توسيع نطاق المراقبة للمرض للعثور على الأشخاص المتضررين ومساعدتهم".

وحذّرت أيضاً من وصم جماعات بعينها بسبب المرض.

 

Rate this item
(0 votes)